القطاع الصحى فى عروس البحر المتوسط يعانى العديد من المشاكل وفى مقدمتها تدنى مستوى الرعاية الصحية، فإن الإهمال الطبى يزداد يوما بعد يوم داخل مستشفيات الإسكندرية الحكومية والخاصة حتى أصبحت الوفاة نهاية محتومة للمرضى، وتحولت المستشفيات الى منظومة فاشلة وربما الأكثر فشلاً مستشفى الأميرى الجامعى الذى يعد الملاذ الأخير للبسطاء من مرضى مطروح والبحيرة بالإضافة إلى أبناء المحافظة، كما يعانى مستشفى الشاطبى للولادة والأطفال نقصاً فى الحضانات، كما أن مستشفى برج العرب الجامعى الذى أنفق عليها الملايين، مازال يعانى نقص تقديم الخدمات الطبية بالإضافة إلى نقص الأطباء المتخصصين الذين يفرون من العمل بالمستشفيات البعيدة للتفرغ لعياداتهم الخاصة. رصدت «الوفد» معاناة المرضى داخل المحافظة: بكت الحاجة نعمة السيد «55 سنة» موظفة، وقالت: ضعف الامكانيات المادية لدينا وارتفاع اسعار المستشفيات الخاصة هو الذى يجعلنا نتحمل مهازل المستشفيات الحكومية فهى سيئة للغاية ولا يوجد بها خدمة، على الرغم من حق المريض فى العلاج المجانى على نفقة الدولة، كما تعانى نقصاً للحضّانات، وأجهزة الغسيل والكلى، والتى يؤدى التأخير عن استخدامها لسوء الحالة وتدهورها، بل قد يصل الأمر للوفاة. المرضى يفترشون الأرض وينتظرون ادوارهم فى الكشف واجراء العمليات الجراحية وكل لعدم وجود سراير، رغم أن مستشفى الأميرى عريق من المفترض أنه يعالج الفقراء لكنه فى الحقيقة يحتاج الى الدعم حيث لا يوجد به كيس قطن ولا أى مستلزمات طبية، تخرج الممرضة لك بروشتة كبيرة مدوناً عليها جميع المستلزمات الطبية المطلوبة بداية من الشاش والقطن الى آخره. وقالت «اشراق السيد» إن مستشفى الجمهورية العام ودار إسماعيل للولادة تحولا إلى «مستشفيات خاصة»، مشيرة إلى أن الوصول إلى تلك المستشفيات يحتاج إلى وساطة من عضو بمجلس النواب. وفى مستشفى رأس التين رصدنا فى قسم الطوارئ والاستقبال أهالى المرضى يفترشون الأرض، لانتظار دور ذويهم فى الكشف، إذ لا يقل اهمالا ونقصا فى الخدمات عن مثيلاته من المستشفيات، ويتعجب السيد عبد الستار «محاسب»: رغم أن عدداً كبيراً من المواطنين بالاسكندرية ليس أمامهم الا المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة لتلقى العلاج بالمجان أو بأسعار فى متناولهم، فإننا نجد اهتمام المسئولين بالمستشفيات والأقسام التى تقدم العلاج بمقابل كبير، حيث يتكلف المريض دفع تكاليف علاجه بداية من اقامته بالمستشفى مروراً بمصاريف الجراحة وليس انتهاء بالدور تاركين الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ فى مستشفيات العلاج المجانى. وفى مستشفى عبد المنعم جابر بمنطقة الهانوفيل بالعجمى قال عبدالرحيم محمد «والد الطفل ولاء» الذى تم حجزه بالحضانة حيث فوجئ عند الذهاب لرؤيته فى الحضانة باحتراق ظهره بالكامل وبدرجة خطيرة وهو ما برره المسئولون بالمستشفى بأنه خطأ غير مقصود بعد ارتفاع درجة حرارة الحضانة فى استهانة واضحة بحياة الأطفال. وفى مستشفى الشاطبى قالت سلوى محمد «23 سنة» دخلت المستشفى لاجراء ولادة، ولكننى فوجئت بعدم وجود مكان لطفلى فى الحضانة، واضطررت لنقله الى مستشفى آخر.