أكدت مجلة (ذى إيكونوميست) البريطانية أن النساء فى مصر وتونس يترقبن في قلق، مصيرهن وحقوقهن بعد الثورات العربية التي شاركن في صنعها، ولديهن شعور متفاوت بين الأمل والخوف حول ما ستجلبه لهن الثورات العربية من حريات وديمقراطيات وماذا سيُعنى بالضبط نجاح الثورات بالنسبة لهن. وقالت المجلة إن المرأة كانت تعانى منذ فترة طويلة من وضعها ومكانتها فى العالم العربى، التى لا تليق بها، وأشارت الى أن أول تقرير عن التنمية البشرية العربية فى عام 2002 أوضح انعدام حقوق المرأة فى العالم العربي نتيجة غياب الحريات السياسية وضعف التعليم وإعاقة التقدم فى المنطقة. وأعربت المجلة عن أملها بشأن احتواء الدساتير التى ستُعاد كتابتها فى مصر وتونس على حريات أكثر للمرأة، خاصة أن النساء شاركن فى الانتفاضة العربية التى أطاحت بالأنظمة الاستبدادية، وهناك دعوات واسعة متنوعة من أجل ديمقراطية أفضل للنساء فى العالم العربى. وأشارت المجلة إلى قول أسماء محفوظ الناشطة المصرية عن الثورة التى أسقطت نظام الرئيس مبارك: "اشتركنا جميعا فى المظاهرات رجالا ونساء، كنا نقذف الشرطة بالحجارة وننقل الجثث وفعلنا كل شيء ولم يكن هناك فرق بين الرجال والنساء"، وأضافت أنه كان هناك من الرجال من يأمرونها بالابتعاد عن الطريق بينما كان هناك آخرون يحملون المظلات فوقها لحمايتها. وقالت لينا بن مهنى، ناشطة حقوق إنسان فى تونس إنها توجهت ودارت حول المدن التونسية من أجل توثيق المظاهرات فى مدونتها المعروفة باسم " فتاة تونسية " إلى جانب تصوير القتلى والجرحى، كما قالت إنها وضعت صورا لنفسها مع المحتجين من الرجال فى الاعتصامات التي شهدتها ساحة القصبة بتونس. ولفتت المجلة إلى أن توكل كرمان الشخصية البارزة فى المظاهرات المؤيدة للديمقراطية فى اليمن، مُنحت جائزة نوبل للسلام بداية أكتوبر الجارى، وأنها ما زالت تخيّم منذ عدة أشهر أمام جامعة صنعاء اليمنية مطالبة برحيل الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، في تحدٍ واضح للصورة النمطية للنساء فى تونس بصفتهن ضحايا أبوية قمعية. وأخيرا، شددت المجلة على أن المرأة العربية قد حققت ميزة تواجدها وأهمية اشتراكها فى ثورات الربيع العربى التى أطاحت بالأنظمة القمعية فى بلادهن.