على الرغم من الاختلاف الكبير في حياتهما و رغم آلاف السنين التي تفصل بينهما إلا أن شيئاً واحداً جمع بين الملك الفرعوني "توت عنخ آمون" وسائق التاكسي آلان بيلز، وهو "التحنيط". أصبح البريطاني الراحل بيلز (61 عاما) – كان يعمل سائق سيارة أجرة وأصيب بسرطان في الرئة – أول رجل محنط بنفس أسلوب القدماء المصريين في تحنيط موتاهم منذ 3 آلاف عام، وذلك عن طريق استخدام كافة التقنيات التي حفظت جسد الملك "توت عنخ آمون" بعد وفاته في 1323 قبل الميلاد. حيث وافق السيد بيلز قبل وفاته على تحنيط جثته من أجل تصوير فيلم وثائقي سيعرض يوم الاثنين القادم على القناة الرابعة، نظراً لشغفه بمشاهدة الأفلام الوثائقية، وفقاً لصحيفة الدايلي ميل البريطانية اليوم الثلاثاء. وفي مقابلة مع راديو تايمز، قالت السيدة جانيت زوجة آلان: "عندما نظرت له، لم أجد مظهره مزعجا، ولم يكن هناك أي شيء مخيف"، وقال د. ستيفن باكلي من جامعة نيويورك - الذي ساعد في البحث في تقنيات التحنيط المصري – إن جسد بيلز أصبح كأنه محنط منذ آلاف السنين، وبالإضافة إلى د.. باكلي، كان هناك فريق من الخبراء وراء عملية التحنيط منهم د. جوان فليتشر، وخبير الطب الشرعي بيتر فانيزيز الذي أعرب عن مدى سعادته تجاه نتيجة التحنيط المذهلة التي وصلوا إليها. وعلى مدى عدة أشهر بعد وفاته في يناير الماضي أزيلت جميع أجهزته الحيوية وأعضائه وحفظت في جرار تماماً كالقدماء المصريين، ماعدا القلب والمخ، وتمت تغطية جلده بخليط من الزيوت والمواد الصمغية التي تسمى"راتينج" والملح الموجود في قيعان الأنهار الجافة في مصر. وبعد شهر من حفظه في خزانة زجاجية في مركز الطب الشرعي في شيفلد الذي يضم مشرحة المدينة، ثم نقل جثمانه لحجرة التجفيف حيث غطي جسده بالكتان، ومن المقرر أن تبقى مومياء "بيلز" في المركز حتى نهاية عام 2011 لدراستها من قبل علماء أبحاث التحلل. سائق التاكسي قبل وفاته مع زوجته