فى مثل هذا اليوم من عام 2011 بدأت إثيوبيا بناء سد النهضة سد الألفية الكبير كما تطلق عليه، ويقع السد على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول.. قماز، بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية على مساحة تتراوح من 20، 40 كيلومترا.. وقررت إثيوبيا أن ينتهى البناء فى السد بحلول 2017 وقالت إنه يصبح اكبر سد كهرومائى فى القارة الأفريقية والعاشر عالميا فى قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء.. ويبلغ ارتفاع سد النهضة 145 مترا وطوله حوالى 1800 متر وتقدر تكلفة إنشائه بحوالى 4.8 مليار دولار، ويقطع السد بحرى النيل الأزرق أكبر فروع النيل، وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب، وتبلغ قدرة السد على توليد الكهرباء المبدئية بحوالى 600: 700 ميجاوات أى ما يعادل ثلاثة أضعاف الطاقة الكهربائية المولدة من محطة سد أسوان الكهرومائية، ويعتبر سد النهضة أحد السدود التى تسعى اثيوبيا لتشييدها بغرض توليد الطاقة الكهرومائية، وتتضمن أيضا أحدى ثلاثة سدود تزمع اثيوبيا على إنشائها مستقبلا، وهى سد « كارادوبى، وبيكوآبو، ومنديا» وبسعة تخزينية تصل إلى 200 متر مكعب، وهناك خوف من تأثير تدفق مياه النيل على حصة مصر المتفق عليها دوليا.. وقد ظهرت أول اتفاقيات لتقسيم مياه النيل عام 1902 فى أديس أبابا، وعقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان واثيوبيا، ونصت هذه الاتفاقية على عدم إقامة أى مشروعات سواء على النيل الأزرق أو بحيرة تانا ونهر السوباط،.. ثم اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا عام 1906 وظهرت عام 1929 اتفاقية أخرى، وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، وأن لمصر الحق فى الاعتراض فى حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده، وهذه الاتفاقية كانت بين مصر وبريطانيا، حيث كانت بريطانيا تمثل كينيا وتنزانيا والسودان وأوغاندا، والهدف لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا، وتم تخصيص نسبة 7.7 % من تدفق للسودان و92.3 %، ثم تحديد الموقع النهائى لسد النهضة الأثيوبى بواسطة مكتب الولاياتالمتحدة للاستطلاع، وهو إحدى إدارات الخارجية الأمريكية خلال عملية مسح للنيل الأزرق عام 1956، دون الرجوع إلى مصر حسب إتفاقية 1929، وفى أكتوبر 2009 وأغسطس 2010 قامت الحكومة الأثيوبية بعملية مسح للموقع، وفى نوفمبر 2010 تم الانتهاء من تصميم السد، وفى 31 مارس 2011 وبعد يوم واحد من الإعلان عن المشروع تم منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار أمريكى دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية : سالينى .. واليوم تمر خمس سنوات على البدء فى السد الذى يعد أكبر خطر على مصر.