تصورو ان الجملة دي كان لها في نفسي فعل السحر! ضحكت بصوت مسموع وبها دهشة المخبرين وضابط امن الدولة عادل بسيوني الذين تصوروا انني اضحك علي عبارة المخبر لكن الحقيقة انا ضحكت لأنني تذكرت نكتة رواها لي الصديق فخري السبكي وكانت كل النكت أيامها عن الهزيمة العسكرية العبثية التي تعرض لها الجيش المصري امام إسرائيل في الخامس من يونيو حزيران 1967 سيل من النكات جلد بها المصريون أنفسم قبل الجيش المصري حامل وزر الهزيمة المهينة التي لم نتخلص من آثارها حتي اليوم برغم حرب وانتصار اكتوبر المجيد 1973 النكتة بتقول: - تاني يوم 5 يونيو 1967 جمع الضابط السرية وسألهم: - إيه اللي حصل معاك امبارح قبل ما تنام؟ الاول قال: - حضرت طابور العلم واتعشيت وكلت حلاوة ونمت. واحد واتنين وثلاثة وعشرة كله قال: - حضرت طابور العلم واتعشيت وكلت حلاوة ونمت. إلي أن جاء دور آخر مجند في السرية فقال: - حضرت طابور العلم واتعشيت ونمت. فسأله الضابط: - وليه ماكلتش حلاوة زي زملائك؟ قال له: - لا يا افندم.. ما هو أنا حلاوة. وخلص مفعول النكتة لاجد نفسي في البوكس وسط كوكبة المخبرين والبوكس يقطع شوارع القاهرة بسرعة.. يبدأ الخوف يسري في كياني حتي احتواني من جميع الجهات والجوانب حتي فقدت القدرة علي الاحساس.. لا بقيت شايف ولا سامع ولا شامم ولا حاسس لأن اللي سمعته عن التعذيب في سجون ومعتقلات صلاح نصر وحمزة البسيوني وصفوت الروبي كان بيسيب مفاصلي وانا باسمعه من ناس مجربين واحنا في وسط الناس والعود في حضن الشيخ امام واحيانا صوت الاذان بيجينا من جامع الفكهاني اللي علي ناصبة حوش آدم.. شوف بقي دلوقتي وانا رايح برجليا للتعذيب وانا والفاتحة للنبي أخدلي قلمين من ايد طرشة ويخلص الفيلم و «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه» يادي الوقعة السودا يا ولاد يعني كان لازم يا ابن هانم تعمل لي فيها فلة وتنسحب من لسانك وتشتم اكبر رأس في البلد!! انت مش عارف ان دول عسكر ودماغهم مبرشمة واديهم طرشة، وقعتهم اسود من قرن الخروب.. استلقي وعدك بقي وخلي حاحا وبقرة حاحا ينفعوك بقي وهنا وصل البوكس الي باب معتقل القلعة الاسطوري.. نزلوني وانا ركبي سايبة لكن باحاول اتماسك عملا بالمثل الشعبي القديم «فوت علي عدوك معرش ولا تفوت علي عدوك مكرش». باب سجن القلعة بضرفتين عراض لكن في الضرفة الشمال فتحة صغيرة في اسفل الباب يعني لازم تدخل وانت موطي وانت بقي ونصيبك من الخرزان والشوم اللي ينزلوا علي دماغ الابعد زي المطر. أنا بقي فلاح واتعلمت اني وقت الضرب أحمي راسي أولا فلما وطيت بره الباب وزقوني علي الداخل كانت دراعاتي فوق دماغي فنزل الضرب كله علي دراعاتي لكن وانا تحت الضرب لمحت رجلين سمان حمر لابسين شوز ابيض رحت مرمي عليهم وجايب واحدة بسناني.