يدهش علماء المصريات بأوروبا، من تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة، وماحوته من علوم وفنون، ومن مبادئ وقيم إنسانية خالدة. كما يدهش الأوروبيون من تلك النقوش والرسوم والبرديات وقطع الأوستراكا التى تروى تفاصيل الحياة اليومية للاسرة فى مصر الفرعونية، وكيف كانت علاقة منظمة وقوية ومبنية على المساواة بين أفرادها من رجال ونساء، وكيف اهتم قدماء المصريين بأبنائهم وكيف وفروا الرعاية والحماية، للأطفال الأيتام وكيف عملوا على إسعادهم وإدخال البهجة فى قلوبهم. وقالت الأثرية المصرية منى فتحى ،مديرة معبد الكرنك الفرعونى بالأقصر، إن المصريين القدماء كانوا يقومون بالترفيه عن الأطفال الأيتام ويوفرون الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم. وكان الود الاجتماعي سائدا وكان الجميع يحرصون على تقوية الصلات المنزلية والعائلية ومن بينها رعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل، كما عرف المصري القديم بأنه كان مخلصا لبيته ، وكان يحترم الأمهات والأطفال إلى درجة العبادة. وأوضحت منى فتحى ، انه كان على الطفل الذي يرحل والده عن الدنيا أن يتولى المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر . وكان الابن يشعر بأنه ملزم بتكريم والده بعد وفاته بدفنه وإقامة تمثال له في معبد مدينته. وعلى خطى الفراعنة وعلى بعد أمتار من معابدهم تحتفل مدينة الأقصر بيوم اليتيم غداً أول ابريل فى احتفالية حاشدة بمشاركة 1500 طفل يتيم بحضور المحافظ الدكتور محمد بدر والقوي الوطنية وعشرات من السياح المقيمين الذين يعملون جميعا علي زرع البسمة فوق شفاه مئات من أبناء الأقصر.