قالت دراسة تاريخية مصرية إن قدماء المصريين كانوا يعتزون كثيرا بأطفالهم ويعتبرونهم نعمة من الإله، وإذا حرم زوجان من الأبناء فإنهما كانا يتوجهان إلى المعابد لمناجاة الأرباب طمعا في العون والمساعدة ، وإذا استمر فشل الزوجان في الإنجاب فكانا يلجأن إلى تبنى طفل يتيم . وأوضحت الدراسة التي أعدتها الباحثتان نجلاء عبد العال الصادق منسق لجنة نجدة الطفل في محافظة الأقصر وشيرين النجار مديرة مركز ايزيس للبحوث والدراسات أن أطفال قدماء المصريين اعتادوا على اللعب بالدمى، وغيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا ، وتعلم الصبية الصغار حرفة من آبائهم أو من حرفي ممارس خبير. واشتغلت الفتيات أيضا، وتلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدي الأمهات. وحسب الدراسة ، كان المصريون يبعثون بأبنائهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس لتعلم الدين والكتابة والحساب، ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن كن يتلقين تعليمهن بالمنازل ، وقد حفلت حياة الأطفال المصريين بما يناسب مراحل عمرهم من ألعاب، فكان منها ما يشبع الميول إلى النشاط والمتعة، ومنها ما كان يساعد على الإدراك والتخيل. وأوضحت الدراسة أن احتفالات مدينة الأقصر وغيرها من المدن التاريخية بصعيد مصر بيوم اليتيم لها طابع خاص يرجع تاريخه لآلاف السنين ، مشيرة إلى أن الرسوم والنقوش الفرعونية التي تمتلئ بها مقابر ومعابد قدماء المصريين وخاصة مقابر الأشراف ودير المدينة وذراع أبو النجا ومقابر ملوك وملكات الفراعنة ومعابد هابو ومعابد الكرنك وغيرها في غرب الأقصر وشرقها تؤكد أن الفراعنة اهتموا بالأطفال الأيتام وقدموا الرعاية الاجتماعية لهم وعملوا على إسعادهم قبل آلاف السنين . وقالت منسقة لجنة نجدة الطفل بمحافظة الأقصر نجلاء عبد العال الصادق لوكالة الإنباء الألمانية، إن المصريين القدماء حرصوا على الترفيه عن الأطفال الأيتام وتوفير الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم وإن الود الاجتماعي كان سائدا وكان الجميع يحرصون على تقوية الصلات المنزلية والعائلية ومن بينها رعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل. وأشارت إلى أن المصري القديم عرف بأنه كان مخلصا لبيته ، وكان يحترم الأمهات والأطفال إلى درجة العبادة ، وانه كان على الطفل الذي يرحل والده عن الدنيا أن يتولى المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر ، وكان الابن يشعر بأنه ملزم بتكريم والده بعد وفاته بدفنه وإقامة تمثال له في معبد مدينته، وإن كافة فئات المجتمع في مصر القديمة كانت تحرص على أن يرث الأيتام آبائهم وكان الابن يرث الأرض وكانت الابنة ترث المجوهرات والأثاث. وأوضحت أن الفراعنة كانوا يقومون بتوفير الألعاب وإتاحة اللعب لأطفالهم وبخاصة الأيتام بهدف الترويح والتخفيف عنهم ولان اللعب قديم قدم الإنسانية فان مقابر ومعابد الفراعنة تعج بالحكايات والرسوم التي تسجل وتصور الألعاب واللعب في مصر القديمة. وأشارت إلى أن المصريين القدماء عرفوا لعبة الطاولة والعرائس المتحركة, آما الفتيات المصريات، كما تروى كتب المصريات فقد لعبن الكرة منذ عصور الفراعنة. ورصدت الدراسة التي شاركت فيها الباحثتان دعاء توفيق وهبة حسن مأمون صور مناظر تاريخية لكثير من الألعاب التي يحتمل أنها كانت خاصة بالصغار، ومنها ما يشبه لعبة جوز أو فرد وهى لعبة تخمين، ولعبة المربعات، كانت عبارة عن لوحة مقسمة إلى 20 مربعا، وكانت تشبه لعبة الشطرنج. وحسب الدراسة ، لاقت آلة السيستروم أو الشخشيخة رواجاً كبيراً بين الأطفال الصغار لما تصدره من أصوات تلاقى استحسانًا من الأطفال، إذ توجد ألعاب صنعت من الفخار حيث كانت تناسب الذكور والإناث من الأطفال، وقد ترك لنا المصري القديم بعضا من هذه الألعاب التي تبين الاهتمام الكبير الذي كانت توليه الأسرة بالطفل، فكان الطفل الذكر يفضل اللعب بالحصان المصنوع من الفخار، حيث إنه بالفطرة يتخيل نفسه ممتطياً هذا الحصان، أما الطفلة فإنها كانت تحب أن تمسك بعروسة من الفخار وتحتضنها وتأخذها معها حين تنام، حيث أنها بالفطرة تمتلك حس الأمومة، كما كانت توجد أشكال لحيوانات صنعت من الفخار، ويعتقد أنها كانت تنتمي إلى مناطق ريفية، لأن الألعاب كانت روح المجتمع الذي تصنع فيه. وكانت مدينة الأقصر التاريخية قد شهدت اليوم وعلى بعد أمتار من معابدها الفرعونية احتفالات حاشدة بيوم اليتيم الذي يوافق الأول من شهر نيسان في كل عام ويحتفل به في مصر منذ عام 2004 ، إذ نظمت جمعية الأورمان المصرية بالتعاون مع جمعية ايزيس الثقافية ومؤسسة اي وول الخيرية وعشرات من مؤسسات المجتمع المدني يوما ترفيهيا لمئات الأطفال في الأقصر والمدن المجاورة بحضور محافظ الأقصر محمد بدر. يذكر أن يوم اليتيم هو اليوم الذي يكرم فيه الأيتام، وتنظم فيه العديد من الأنشطة الترفيهية والاجتماعية للأيتام، ويوافق أول يوم جمعة من شهر نيسان في مصر. وترجع فكرة تأسيس هذا اليوم في مصر إلى عام 2004 بدعوة من دار الأورمان للأيتام لعمل حملة قومية لمساعدة الأيتام لتوعية الناس برعايتهم .