لم تشهد دار الكتب والوثائق المصرية عبر تاريخها مذبحة كالتى شهدتها فى عهد محمد مرسى وإن كان جمال مبارك تاجر بتاريخ مصر، وهرب وثائق «العلاقات المصرية القطرية» عبر زكريا عزمى إلى قطر فى أكتوبر 2010 ولم يتحرك النائب العام آنذاك للتحقيق فيما قدم إليه من بلاغات عن تلك الخيانة العظمى.. فإن ما أقدم عليه خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان – فى السجن حاليا- أنكى وأشد حيث قام بذبح وفرم كافة الوثائق التاريخية التى تكشف دموية وانحراف الجماعة التى اتخذت الدين ستارا للوصول إلى الحكم. وتمهيداً لهذه المذبحة أطاح الشاطر بالدكتور عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق القومية لرفضه إمداده بوثائق ال 80 عاما الماضية، كما اطاح بالدكتور عبد الواحد النبوى المشرف على الوثائق و6 من رؤساء الادارة المركزية بتهم خيانة الوطن. ومن أهم وأخطر الوثائق التى فرمها الشاطر ونظام مرسى وثائق أحمد السكرى أحد مؤسسى الجماعة ووكيلها العام وشملت هذه الوثائق 6 خطابات خطيرة تفضح الاخوان وتكشف انحرافات مالية وجنسية داخل الجماعة وكانت سببا رئيسيا فى إصدار البنا قرارا عاجلا بفصل السكرى من كل تشكيلات الإخوان فيما أبقى على صهره عبد الحكيم عابدين القيادى بالتنظيم رغم انحرافاته الاخلاقية..... ومن الوثائق أيضا كتاب «هؤلاء هم الإخوان» الذى صدر عام 1954 وشارك فى تأليفه طه حسين ومحمد التابعى وعلى أمين وكامل الشناوى وجلال الدين الحمامصى وناصر الدين النشاشيبى، فقد أمر الشاطر بإخفائه تماما من الدار باعتباره أشد خطرا على الجماعة من الرصاص ويرصد الكتاب الذى عثرت «الوفد» على صورة منه دموية جماعة الاخوان منذ نشأتها عام 1928 ويكشف الكتاب خطة التنظيم والجهاز السرى من التخلص من 160 ضابطا من الجيش والشرطة ومن جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة وغيرها من الأحداث والوقائع التى ننشرها اليوم ليس تجريحا لأشخاص وإنما شهادة تاريخية كتبها نخبة من أعظم كتاب مصر ولم يتيسر للجيل الحالى معرفة كل أسرارها وتفاصيلها..