«خربوها وقعدوا على تلها» إحدى المقولات المصرية التى تنطبق على مصنع تدوير المخلفات الكائن بمدينة الخارجة، عاصمة محافظة الوادى الجديد. فالمصنع الذى أنشئ فى العام 2005 وبقيمة إجمالية بلغت 6 ملايين و500 ألف جنيه بموجب بروتوكول تعاون بين محافظة الوادى الجديد وزارة الإنتاج الحربى التى تولت إنشاء المصنع وتركيب المعدات وتشغيل المصنع بصفة منتظمة وإلحاق العمالة به بما لا يقل عن 30 فنى وعامل وتم تسليمه إلى المحافظة إلا أن العمل لم ينتظم بسبب الإهمال وتدخل مجلس إدارة أحد المطاحن المجاورة للمصنع بعدة شكاوى لوقفه بجانب الإهمال الإدارى وتسريح العمالة حتى تعرض لحريق هائل تسبب فى تدمير المصنع بالكامل وتوقفه تماماً. هذا وقد رصدت عدسة «الوفد» مظاهر الإهمال والتردى الذى وصل إليه المصنع والتابع لرئاسة مركز ومدينة الخارجة بالوادى الجديد بعد أن احترقت معداته بالكامل منذ عدة أشهر دون معرفة سبب الحريق الذى التهم المصنع وتمت إحالة ملف المصنع إلى جهات التحقيق لمعرفة سبب حريق المصنع الذى كان متوقفاً عن العمل لعدة أسباب منها نقص التمويل والعمالة بجانب الإهمال الذى طاله، وقد أدى احتراقه إلى قيام رئاسة مركز الخارجة بإلقاء المخلفات والقمامة وحرقها فى منطقة الكيلو 10 على طريق الداخلة - الخارجة حيث رصدت عدسة «الوفد» كميات هائلة من القمامة التى يتم حرقها فى تلك المنطقة. وقالت سمية خليل، رئيس مركز ومدينة الخارجة، فى تصريح ل«الوفد» إن المصنع بالفعل متوقف تماماً، وهو يخضع لإشراف رئاسة المركز منذ إنشائه بواسطة وزارة الإنتاج الحربى وكان يعمل بشكل جزئى فى الفترة السابقة حتى تعرض لحريق نتيجة ماس كهربائى وتوقف عن العمل وتمت مخاطبة الإنتاج الحربى لإعادة صيانته وتشغيله بدعم من وزارة التعاون الدولى حيث تعقد رئاسة المركز اجتماعاً مع لجنة مختصة لبحث إمكانية دمج المصنع مع مصنع المخلفات الزراعية بدعم وزارة التعاون الدولى لتحقيق الاستفادة منه. وأضافت أن مصنع تدوير المخلفات يمثل أهمية كبيرة للمحافظة لما يقوم به من دور فاعل فى التخلص الآمن من القمامة والمخلفات الصلبة وكان محدداً له إنتاج عشرة أطنان فى الساعة، بمعدل 40 طناً فى اليوم، كما سيوفر عملاً ل 18 شاباً إضافياً على الأقل إلا أن نقص التمويل وعدم القدرة على توفير العمالة المناسبة له كان سبباً أساسياً فى توقفه فى ظل عدم قدرة الجهاز التنفيذى على توفير العمالة الضرورية لتشغيله بعد أن تم إلغاء الصناديق التى كانت توفر فرص عمل لهذه الأنشطة الحيوية بالمحافظة. الدكتور محسن عبدالوهاب، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، أكد أن السماد الناتج عن دورة العمل السليمة بالمصنع صالح للاستخدام وآمن تماماً بل إنه يحتوى على نسبة عالية من اليوريا المفيدة للتربة إلا أنه لا يتساوى مع السماد البلدى فى فترة بقائه فهو سهل التحلل ولا يبقى بالتربة أكثر من سنتين على أكثر تقدير بينما يستمر السماد البلدى لأكثر من ذلك. وناشد أهالى مدينة الخارجة محافظ الإقليم اللواء محمود عشماوى والمختصين بسرعة تشغيل المصنع للحد من ظاهرة حرق القمامة فى منطقة الكيلو 10 التى تتسبب فى انبعاث كميات كبيرة من الأدخنة والغازات الضارة التى تزيد من ظاهرة الاحتباس الحرارى فى مدينة الخارجة وخاصة مع اقتراب فصل الصيف.