أعلنت الإدارة العامة للمياه الجوفية بالبحر الأحمر، عن استمرار العمل في سد وادي أم سمرة بقرية الشيخ الشاذلي من خلال تنفيذ طبقات تكوين جسم السد بدءاً من الكتف الأيسر. وأكدت الإدراة، في بيان اليوم الخميس، أن نسبة الإنجاز بلغت حتى الآن 31.% من قيمة أعمال السد المقرر الانتهاء من تنفيذه بنهاية أكتوبر 2016، وتبلغ التكلفة الإجمالية ثمانية ملايين وثلاثمائة ألف جنيهًا، مؤكدة أن السد يساهم في حماية قرية الشيخ الشاذلي ومزاراتها الدينية والبنية الأساسية من أخطار السيول. ولفت خبراء الموارد المائية والبيئة، إلى أن هناك اتجاه من الدولة للاستفادة من الأمطار الغزيزة بمناطق البحر الاحمر من خلال تخزين تلك الامطار داخل السدود، مؤكدين أن بناء سد وادى أم سمرة له انعكاسات ايجابية تتمثل فى سد احتياجات سكان المنطقة، وكشف استاذ تاريخ عن قيمة المنطقة فى تنشيط السياحة لما تحتويه على مزارات دينية يأتى لها جنسيات من كل العالم. وقال الدكتور عبد الفتاح مطاوع، رئيس قطاع مياه النيل الاسبق، أن محافظة البحر الاحمر تحتوى على العديد من الوديان والجبال، مشيرا إلى أن تلك الوديان تتعرض لامطار غزيزة تسمى "فيضانات ومضية" تحل عليها فى فترات متباعدة قد تصل إلى 30 عام . وأضاف مطاوع، أن وقت هبوط هذة الفيضانات فى المرة الواحدة قد يستغرق ساعات قليلة لكنها كفيلة لاغراق المنطقة بالكامل، مؤكدًا أن تمتع المنطقة بمزارات دينية كان بحاجة للتدخل منعًا لتعرضها للدمار. وأكد أن انشاء سد بهذة المنطقة يهدف إلى الاستفادة بمياة الامطار عبر تخزينها فى السد لاستخدامها فى المنازل والمنشأت التجارية والصناعية والسياحية وزراعة الاراضى، مضيفًا أن الهدف الثانى يأتى فى اطار المحافظة على المنطقة. وتابع رئيس قطاع مياة النيل الأسبق، أنه بعد بناء السد لن تصل مياة الأمطار إلى البحر الأحمر كما كان فى السابق، الأمر الذى سيؤدى إلى شحن الآبار الجوفية بالمياه. واشار، إلى أن تخزين مياة الأمطار داخل السد يساهم فى استخدامها مباشرة بإعتبارها مياه جيدة وليست ملوثة وجاهزة لاستخدامها فى احتياجات المزل من طهى وشرب. فيما أوضح الدكتور ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة، أنه لابد من توفير المياه التي تسقط علي جبال البحر الاحمر، واصفًا إياها ب"الثروة" والحفاظ عليها، لافتًا إلى أن هذه الامطار يمكن إستخدامها فى الرى وزراعة مساحات من الاراضى، فضلًا عن كونها مصدر للعيش وللقوى العاملة. وكشف عزيز، عن أن وديان البحر الاحمر فقيرة فى مواردها المائية، مشيرًا إلى ان هذة المناطق كانت في حاجة لبناء سد منذ فترة طويلة، مؤكدًا أنه هناك خلال الفترة المقبلة مناطق للبحر الاحمر تشهد إقامة محطات تحلية مياة لضخ كميات كبيرة من المياة العذبة. واختتم استشارى الطاقة والبيئة، قائلا "إن السد سيعمل على حماية المزارات السياحية والدينية الاثرية الموجودة بتلك المنطقة". وعن المزارات الدينية بمناطق البحر الاحمر، قال الدكتور حجاج ابراهيم، رئيس قسم الآثار كلية الاداب جامعة طنطا، أن وادى أم سمرة يحتوى على العديد من المزارات. واستعرض ابراهيم، أبرز المزارات منها "مزار سيدى ابو الحسن الشاذلى" القادم من منطقة شاذلة شمال افريقيا والمدفون على جبل حميثيرة يليه مزار الشيخة بنت الفاسى القادمة من مدينة فاس بالمغرب. وتابع، يوجد ايضا "مزار سيدى مالك بالقرب من القصير وسيدى عبد القادر جيلانى وسيدى عبد الغفار ومزار سيدى ابو الحسن الشاذلى و زاوية سيدى ابو فراج وسيدى احمد البدوى المدفون فى طنطا". وبين ابراهيم، طرق الوصول لمزار سيدى ابو الحسن الشاذلى، حيث جاء الطريق الاول من خلال طريق القصير بورتو غالب مرسى علم أما الطريق الثانى فجاء القادم من إدفو بوادى النيل وصولا لمرسى علم. وكشف رئيس قسم الاثار كلية الاداب جامعة طنطا، عن إزالة مزار سيدى سليم عقب ثورة يناير من جانب المتشددين كارهى المزارات، مضيفًا أنهم اقاموا مكان المزار المزال مسجد الريان.