اللواء أ. ح «عبدالمنعم سعيد» أحد أبطال القوات المسلحة شغل العديد من المناصب العسكرية والسياسية منها قيادة الجيش الثاني، ورئيس هيئة العمليات، وتولي منصب محافظ السويس، ثم جنوبسيناء، والبحر الأحمر، ومرسي مطروح. أكد علي أن مصر استفادت استفادة كاملة من نصر أكتوبر ووصف من يهاجم السلام بحجة أنها أضاعت هذا النصر بأنهم أناس غير قابلين للسلام، ويحللون المواقف حسب وجهة نظرهم لأن مصر كانت تحارب كل 10 سنوات، وهذا استنزاف للموارد الاقتصادية والبشرية.. مشيراً إلي الفترة الانتقالية المليئة بالاحتجاجات والمشاعر المتأججة وعدم الاستقرار، وتدهور اجتماعي واقتصادي الذي لا نستطيع أن تتحمل نتائجه بعدما تحول الشارع المصري من حالة الثورة إلي حالة فوضي وبلطجة التي لو لم نقض عليها فلن تقوم لمصر قائمة. بعد مرور 38 عاماً علي نصر أكتوبر.. هل تم الاستفادة من هذا النصر؟ - بالطبع فقد تم الاستفادة من نصر أكتوبر سياسياً واقتصادياً، باعتبار أننا استعدنا أرضنا المحتلة حتي آخر شبر فيها من آخر نقطة حدودية، وكانت «طابا» بالتفاوض والتحكيم، وهذا باتفاقية السلام التي ترتبت بناء علي نصر أكتوبر.. فاتجهنا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليم بدلاً من استمرارنا في حروب تدمر ميزانية الدولة التي كانت تعبأ لصالح الحرب فبدون شك تمت الاستفادة من نصر أكتوبر.. هذا بخلاف رد الاعتبار للعسكرية المصرية التي ظلمت في حرب يونيو 1967 بهزيمة لم تكن لها يد فيها لأنها لم تحارب في الأصل. وحرب أكتوبر أظهرت للعالم كله معدن المقاتل المصري الذي خطط ودبر وقاتل وراوغ وناور في شجاعة وجسارة أذهلت العالم وهذه استفادة من الناحية العسكرية. كيف كان المقاتل المصري في حرب أكتوبر 1973؟ - كان المقاتل المصري مفخرة للأمة العربية كلها ومفخرة لتاريخ العسكرية المصرية التي تملك تاريخا يعبر (7) آلاف سنة، (5) آلاف قبل الميلاد، وألفين بعد الميلاد.. وهيئة البحوث في القوات المسلحة لها دراسة عن تاريخ مصر العسكري وكيف كان الجندي المصري يدافع عن أرضه التي هي عنده كالعرض حتي الانتكاسات التي حدثت، لكن ميزة الإنسان المصري أنه يعبرها بسرعة ويعيد لنفسه كرامتها ويصمم علي أن يمحو آثار هذه الانتكاسة تماماً كما حدث في 67 وهذا مثال قريب لنا. معجزة أكتوبر كانت في المقاتل المصري؟ - نعم فهذا المقاتل كان المفاجأة لأنه قاتل بسلاح أقل حداثة وتطويراً بمقارنته بالسلاح الأمريكي الذي كانت تقاتل به إسرائيل، ولكن تصميم المقاتل المصري علي أن يحرر أرضه ويستعيد كرامته جعله يعبر ويقتحم ويدمر خط بارليف تدميراً شاملاً بعدما اعتبروه خطاً منيعاً ضد أي قوات معتدية فحطمه المقاتل المصري في 6 ساعات. لكن البعض يتهم معاهدة السلام بأنها أضاعت نصر أكتوبر؟ - هؤلاء ناس غير قابلين للسلام، وبيحللوا السياسات والمواقف حسب وجهة نظرهم، هم غاضبون من عملية السلام مع إسرائيل، وهؤلاء لهم رأيهم وعلينا احترامه لكن نصر أكتوبر حقق الكثير لمصر والسلام لم يضيع هذا الإنجاز الكبير، بل استفدنا منه 100٪ لأننا كنا نحارب حوالي كل 10 سنوات منذ 48، ومروراً ب (56) ويونيو 67 وانتهاء بأكتوبر 1973 وهذا كان استنزافا للموارد البشرية والاقتصادية وإضعافاً لها.. ولكن استقر الوضع لأكثر من ثلاثين عاماً.. وإذا كنا أهملنا سيناء في مجال التنمية فهي لها مخطط ومشروع قومي لتعميرها لكنه لم يتم، ولكن هذا ليس له علاقة بنصر أكتوبر لأنه موضوع آخر لأن النصر حقق لمصر رخاء واستقرارا وسلاما إلي حد كبير لم نكن ننعم به من قبل. كيف تري معاهدة السلام مع إسرائيل؟ - معاهدة السلام في وقتها حققت أهدافا رئيسية لأن الفرق بين «عبدالناصر» وبين «السادات» في عملية تحرير سيناء هو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة هو مبدأ واحد، لكن الفلسفة والتفسير يختلفان.. فعبدالناصر رأى أن القوات المسلحة الإسرائيلية احتلت سيناء وعلي مصر أن تستردها مرة أخري عن طريق القوات المسلحة المصرية بأن تعبر القناة وتقتحم خط بارليف وتسترد سيناء بالكامل حتي نهاية خط الحدود عسكرياً(!!) لكن مفهوم «السادات» هو نفس المبدأ لكن بتفسير آخر لأن قوة الدولة ليست عسكرية فقط بل لها عدة قوي ويجب استخدامها مثل القوة الاقتصادية، والدبلوماسية، والسياسية، إعلامية، اجتماعية، شعبية، معنوية، ومن الممكن استغلال هذه القوي لتحقيق الأهداف، ولذلك سأل قادة القوات المسلحة: هل تستطيعون أن تصلوا إلي خط الحدود بالقتال؟ فقالوا: لا لأن المعدات العسكرية لدينا لا تصلح ولا تكفي لهذا والذي كان يعطينا السلاح في هذه الفترة الاتحاد السوفيتي ولا يعطينا أحدث الأسلحة المتطورة لديه، والجانب الآخر (إسرائيل) لديها أسلحة متطورة حديثة وبوفرة، ثم إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن تبخل عليها بشيء.. فقال: نستطيع أن نحرر جزءاً من سيناء بالسلاح الموجود لدينا ثم نستخدم باقي القوي.. وبدأ بالقوة الاقتصادية والاتفاق مع الدول العربية المنتجة للبترول بأن يخفضوا 5٪ شهرياً من إنتاج البترول للضغط علي دول الغرب حتي يتجهوا للسلام بالضغط علي إسرائيل فكان الهدف واحدا لكن الفلسفة مختلفة فحرر سيناء بالحرب ثم باتفاقية السلام ثم بالتحكيم الدولي في قضية طابا. هل تغيرت العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد 25 يناير؟ - حتي الآن لا يوجد تغيير أو اختلاف واضح بينهما والاتفاقية كما هي والآن إسرائيل عدلت موقفها وباركت الثورة وتأكدوا من أن مصر تتطور للأفضل بعدما كانوا ضد ثورة 25 يناير. لكن السلام لم يمنع من قتل جنودنا علي الحدود؟ - لا توجد دولة في العالم تجاور دولة أخري إلا ونجد مثل هذه الحوادث المتكررة علي حدود الدول المتجاورة.. وأمريكا بجلالة قدرها يحدث لها مثل هذه الحوادث علي حدودها مع كندا، وفي أوروبا يحدث نفس الشيء، والاتحاد السوفيتي مع الدول المجاورة.. فهذا خطأ الحدود موجود سواء كان يحدث مع مقاومة أو تهريب أو ما بين طرفين ومن الجائز أن يحدث عن طريق الخطأ، بين الطرفين وتحدث إصابات.. والتحقيقات الجارية المشتركة بالنسبة لمقتل شهداء الحدود سنعرف ماذا حدث؟ وما هي الأسباب التي أدت إلي وقوع هذا الحادث؟ لكن هذا الحادث أجج مشاعر الغضب لدي الشعب المصري؟ - هذا الحادث أجج المشاعر لأن مصر كانت في ثورة ومثل هذه الفترات تأجج أي شيء ونجد هبات تظهر في الفترات التي ليس بها أي استقرار، وتسمي بالفترة الانتقالية. كيف تري هذه الفترة الانتقالية؟ - أراها خطيرة جداً، بل في منتهي الخطورة ولابد أن نعبر هذه الفترة وبأسرع ما يمكن وإلا ستكون خسارة كبيرة جداً لمصر، والبلد لا تتحمل خسارة ضخمة إذا استمر الوضع كما هو.. لأنه تحول من ثورة إلي فوضي وأعمال بلطجة.. لأن الثورة قامت وطالبت بتحقيق أهداف، وتم تغيير نظام الحكم، وسقط النظام السابق، والآن يتم تشكيل نظام جديد وسوف تأتي حكومات جديدة ودستور جديد إلي آخر المطالب التي نادت بها الثورة.. لكن أن يتحول الشارع المصري إلي الفوضي ويصبح غير آمن فهذا في منتهي الخطورة، لأن الاقتصاد المصري ينهار من هذه الفوضي وسوف يعم الخراب الذي لا نستطيع تحمله. كيف تري ثورة 25 يناير؟ - هي ثورة شعبية قام بها الشعب لتصحيح أوضاعه نتيجة لسياسات الحكومات السابقة، والقرارات التي كانت تتم والسياسات التي تطبق، وتجاهل الشعب لصالح الأغنياء وأصحاب المصالح، فنادت الثورة بمطالب نبيلة مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحققت الحرية، وانعكس ذلك علي الصحافة والإعلام اللذين أصبحا يتناولان القضايا بمنتهي الصراحة والحرية التي لم يكن يجرؤ أحد قبل 25 يناير أن يتناول هذه القضايا في وسائل الإعلام، ثورة يناير فتحت باب الحرية علي مصراعيه لجميع طبقات الشعب المصري لينتقدوا كيفما شاءوا ويقولوا ما يريدونه من آراء أو أفكار والآن في مرحلة نقل نظام الحكم إلي نظام ديمقراطي.. وإذا نجحنا في عمل انتخابات ديمقراطية في انتخابات مجلسي الشعب والشوري حينها ستكون نجحت ثورة 25 يناير.. لأن مصر ليست بعيدة عن الديمقراطية، وكنت أري في شبابي خلال الفترة الليبرالية أحزابا حقيقية مثل «الوفد» و«الأحرار» و«الأحرار الدستوريين» وكانت هذه الفترة بها حريات أوسع ثم تم تحجيم الشعب منذ يوليو 52 وحتي 25 يناير 2011. قلت الثورة قامت ضد قرارات وسياسات الحكومات السابقة مثل ماذا؟ - غنى بعض المسئولين وسيطرتهم علي أجهزة الدولة الرئيسية التشريعية والتنفيذية وإهمال النواحي التعليمية والصحية والاجتماعية حتي النظافة أهملوها وكانت الثورة ضد هذه السلبيات. سبب الانفلات الأمني الذي أصبح ظاهرة. - أخطر شيء علي البلد هذا الانفلات الأمني وأيضاً الإضرابات وإذا استمر هذا الوضع سنصل إلي الانهيار.. ونأمل أن تنتهي هذه الظاهرة والقضاء علي البلطجة بأي صورة من الصور، لأن الاعتداءات زادت وخطف السيدات والفتيات وهذا غير مقبول شرعاً ولا إنسانياً، وهذه أسوأ معاني الحرية لأنها جاءت في صورة بلطجة ولابد من مقاومتها بشتي الطرق فأنظار العالم تتجه إلينا. وهذا انعكس علي سيناء؟ - لابد أن ننظر إلي سيناء نظرة أخري غير التي كنا ننظر لها خلال ال 30 عاماً الماضية، فبعد نصر أكتوبر كنا نأمل أن نستفيد من سيناء لأنها جنة الله في أرضه، وهذه الجنة نريدها جنة معطاءة.. ولكن الاهتمام انصب علي السياحة والبترول، وبعض الطرق الرئيسية والكهرباء وبعض الكباري والأنفاق التي ربطت الشرق بالغرب ثم توقفت التنمية بعد ذلك.. مع أن سيناء كان لها مخطط تنمية ضخم يتكلف حوالي 110 مليارات جنيه بتقدير عام 1994، وكان المفترض أن ينتهي في 2017 ويكون قد تم تسكين 3 ملايين نسمة في سيناء وبها منشآت ضخمة صناعية وزراعية وتجارية وتدور عجلة الاقتصاد بشكل جيد وفي ذات الوقت تعطي الأمن والأمان لمصر كلها من اتجاه الشرق الذي هو اتجاه حروب وغزوات منذ الفراعنة وحتي عصرنا الحالي.. وبالتطور الاقتصادي والاجتماعي تستطيع سيناء أن تطعم مصر بالكامل. هل الاهتمام بمشروع توشكي كان علي حساب تنمية سيناء؟ - لاشك أن مشروع توشكي جذب الأموال التي كانت مخصصة لتنمية سيناء، وكان من الأولي أن نبدأ ونعطي الأولوية لسيناء، ومصر لديها عدة مشاريع مهمة وحيوية مثل توشكي وممر التنمية ومطروح، لكن علينا أن نبدأ بالاتجاه الأخطر وهو سيناء، ثم ننظر إلي الغرب وإلي وادي النيل. كنت محافظاً.. إلي أي مدي أثرت البيروقراطية ومركزية القرار في تعمير سيناء؟ - مركزية القرار كانت أحد الأسباب لأن المحافظ سلطته كلها بالنيابة أي بسلطة تفويضية من سلطات الوزراء، وطالما أنها بالنيابة فهو لا يستطيع أن يفوضها لمعاونيه، وبالتالي شلت يد المحافظ بهذه المركزية وأصبح هو مركز كل القرارات والسلطات في محافظته، وبالتالي هذا يعوق سرعة الفصل في القضايا المتعلقة بمشاكل محافظته، واللامركزية تعطي كل محافظة حقها، وحينها الشعب هو الذي يفاضل بين المشروعات. سبب الانفلات الأمني في سيناء؟ - سببه المعاملة السيئة التي تم التعامل بها مع أهل سيناء خلال فترة الحكم السابقة مع أنهم أهلنا وكانت علاقتهم بالدولة علي أفضل ما يكون ولكن الفترة السابقة أنهت هذا الود ولم يعد له وجود، وبدو سيناء مصريون وطنيون حتي النخاع رغماً عن أنفس أي فرد يقول غير ذلك، ولابد أن نحترم عاداتهم وتقاليدهم والأسلوب الذي يتعايشون به بل نساعدهم علي ذلك. ولابد أن يتأكدوا من سيناء بلدنا وبلدهم حتي لا تعطل التنمية وتستفيد الاستفادة الكاملة من مواردها بتطبيق مشروع التنمية المعطل. ما الذي عطل مشروع تنمية سيناء؟ - بطء التنفيذ فقط وليس تعطيلا، وتم التنفيذ في جزء صغير منه بأخذ شريط محدود بطول القناة وضمها إلي محافظات القناة، السويس، الإسماعيلية، بورسعيد، وتمت البنية الأساسية ومع هذا الحكومات تعاملت مع سيناء بطريقة غير مخططة. هل تعمير سيناء يغضب إسرائيل والنظام السابق لم يشأ ذلك؟ - سمعنا هذا الكلام ولو أنه كان حقيقياً، لماذا تتزايد أعداد السياح هناك، فالذين يقولون ذلك يعطون الأشياء صورة غير حقيقية، فسيناء تم فيها جزء مخطط من التنمية، والنظام السابق هو الذي خطط لتعمير سيناء، ولكن التنفيذ كان شيئاً آخر، ورحمة الله علي اللواء «منير شاش» بذل مجهوداً خرافياً في تعمير شمال سيناء، وأنا كنت أشارك في تعمير جنوبسيناء، وساهمت في مشاريع السياحة، والسفاري وأكمل من بعدي اللواء «ممدوح الزهيرى». هل يمكن تعديل الاتفاقية بما يسمح بفرض السيطرة الأمنية علي سيناء؟ - الاتفاقية القائمة فيها جزء يسمح بتعديلها بموافقة الطرفين، وممكن أن نتقدم باقتراح ويتم إقناع إسرائيل وتعديل الاتفاقية، وهذا حدث مع بداية مشاكل رفح وتم التعديل بزيادة الجنود المصريين إذن فالاتفاقية تضع لنفسها بنود تطويرها! إلي أي مدي تمثل الأنفاق خطورة علي الأمن القومي؟ - الأنفاق تهدد الأمني القومي المصري ولابد من غلقها وإزالتها تماماً لأنه عن طريقها يدخل المهربون والأفراد غير المرغوب فيهم، وهذه الأنفاق لا يقل عددها عن 1500 نفق وتوجد أنفاق أدوار بعضها فوق بعض وغيرها أنفاق تسع قطار سكة حديد أو بالمقاومة والاستطلاع، والاكتشاف يتم تدميرها وتم وضع حوائط صلب لها، هذا بخلاف التي داخل المنازل والحدائق، فلابد من تدمير هذه الأنفاق بشتي أنواع الطرق حتي لا تهدد أمننا القومي. تقييمك لحكومة د. عصام شرف؟ - هي حكومة تسيير الأعمال وهي كذلك، ولهذا تنظر تحت أرجلها ولمسافة قريبة جداً، ولا تستطيع وضع استراتيجيات جديدة لتغيير نظم الجمهورية ككل، وعلي قدر الاحتياج تسير الفترة الانتقالية، ولا نطلب منها أكثر من ذلك، هي فقط تمر بنا حتي نعبر هذه المرحلة وعندما تأتي حكومة منتخبة ستضع هي الاستراتيجيات طويلة المدي، لكن استراتيجية وزارة «شرف» هي سد الثغرات التي تفتح علينا ولذلك هي نقطة عبور لمستقبل قادم. تأثير المليونيات والإضرابات المستمرة علي الوضع العام في مصر؟ - هي أسوأ حاجة في مصر، والبلطجة زادت، والإضرابات والاعتصامات لن تعطينا نتيجة، ولابد من القضاء عليها وإلا لن تقوم لنا قائمة، وأعتبرها من تحديات الأمن القومي في الوقت الحالي وتعطل العبور السريع إلي وضع مستقر. ماذا تعول علي مجلس الشعب القادم؟ -لا أخشي من مجلس الشعب القادم لأنهم مصريون فليأت أى من كان حتي لو كانوا من مختلف الأيديولوجيات وهذه هي الديمقراطية ومن لا يتفق مع أحد أو لا يعجبه لا يعطيه صوته، والنتيجة سيظهرها صندوق الانتخابات، ولهذا يجب خروج الشعب للإدلاء بصوته في الانتخابات ولا يمنع نفسه من التصويت والمشاركة حتي تكون النتيجة هي الأقرب لما يريده الشعب، ولا نفاجئه بأن نسبة التصويت 30٪ من القوي التصويتية. ما هو الناظم الانتخابي الأمثل لمصر؟ - النظام الأمثل هو الجمهورية البرلمانية ولكن في الفترة الحالية لا يمكن تطبيق هذا النظام، والآن النظام الرئاسي هو الأنسب، ثم التحول بعد دورتين أو ثلاثة دورات إلي النظام البرلماني للجمهورية. مصر رايحة علي فين؟ - لو أنهينا علي الإضرابات والاعتصامات وقضينا علي البلطجة ستكون مصر من أرقي دول المنطقة لأن مؤهلاتها تؤكد ذلك، شعب عظيم، أرض مليئة بالخيرات، فكر مستقبلي قوي جداً، عزيمة وإصرار في تنفيذ أي مخطط والدليل علي ذلك أننا حاربنا إسرائيل بعدما هزمنا في يونيو 67 بنفس الجندي والضابط والسلاح بعد 6 سنوات وانتظرنا بل حققنا المستحيل، ولكن بتكاتف الجميع والآن علينا تحقيق العبور إلي المجال الاجتماعي والسلمي والحرية. كيف تري مبارك؟ - أنا عاصرت الرئيس «مبارك» خلال الفترة الأولي من حكمه، وكان رئيس جمهورية جيدا ومثاليا، ولكن خلال العشر سنوات الأخيرة ظهرت ضغوط عائلية من أسرته وتدخلت عوامل أسرية واجتماعية أخري لم تؤد بنتيجة جيدة لصالح مصر وشعبها. كيف تصف عصره؟ - مر عصره 30 عاماً دون حروب، وكان بحالة اقتصادية بدأت تنتعش، لكن الفترة الأخيرة بدأ يظهر إقطاع جديد، مع وجود السياحة، وحجم الإنشاءات والاستثمارات لكن كان بها أشياء سيئة من بعض المسئولين المسيئين للبلد، بسبب أطماعهم ومصالحهم أثروا علي الموقف ككل، فقامت الثورة بسبب ذلك ولولاه لم تكن توجد ثورة. وكيف أدار مبارك أزمة 25 يناير؟ - «مبارك» استسلم بسرعة(!!) أول ما قيل له إن البلد فيها مشاكل(!!) فلم يرد أن يزيد الأحداث سوءا أكثر مما كانت عليه، وتنحي عن الحكم(!!) ولم يغادر البلاد وهذا يحسب له. ولكن إدارته لهذه الأزمة كانت بطيئة جداً؟ - هو كان مثل الذي احترقت شقته فاحتار ودخل حجرة نومه يبحث عن حنفية المياه(!!) وهذا ما حدث فكان يوجد ارتباك شديد جداً ولهذا كانت قراراته بطيئة إلي حد ما، ولكن أعذره لأنه لم يكن يستطيع اتخاذ قرارات سريعة في ظل ما كان يحدث من إضرابات وهياج في الشارع، ولو هدأت الأمور لكان اتخذ الإجراءات المناسبة لهذه الأزمة(!!) ولو استمرت هذه الإضرابات والاعتصامات ستعلن مصر إفلاسها لأنه كان لدينا 30 مليار جنيه احتياطي نقدي والآن أصبح لدينا 15 ملياراً في 6 أشهر ومع استمرار هذا التدهور سيتم الحجز علينا. وتأتي الدول الدائنة وتلطعنا علي قفانا(!!) ونحن نقول لها حاضر، ويفعلوا بنا ما يشاءون. ماذا يقلق لواء عبدالمنعم سعيد؟ - تقلقني الفوضي والبلطجة، وعدم المشاركة في الانتخابات، ثم بعد الانتخابات يعترض الشعب علي الفائزين من المرشحين مع أن الذي يعترض لم يشارك في الانتخابات فمن لا يذهب للمشاركة فالانتخابات ليس من حقه الاعتراض علي نتيجتها ولا من انتقاد الحكومة وسياستها بل يتكتم ويصمت.