أظهرت الرسائل السرية للمرشحة الرئاسية للبيت الأبيض، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، أن شركة جوجل عملت في صيف 2012 على دعم المجموعات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب رسالة تلقتها كلينتون في أغسطس 2012، وسرّبها موقع ويكيليكس، حصلت مراسلات بين موظفي مكتب وزيرة الخارجية ومدير تنفيذي في شركة جوجل، تضمنت خططاً للدخول إلى الملف السوري والمساهمة فيه. وجاء في الرسالة، التي بدت محاولة للحصول على تأييد ودعم أمريكيين لهذه الخطوة، أن المسئول عن قسم الأفكار داخل شركة جوجل، جاريد كوهين، أكد أن فريقه يعمل على إطلاق أداة من شأنها أن تتعقب بشكل علني الانشقاقات في سوريا والأقسام التي ينتمي إليها المسئولون في دمشق داخل هيكلية النظام. وتابع كوهين في رسالته، التي تلقاها عدد من المسئولين في الإدارة الأمريكية إلى جانب وزيرة الخارجية: «المنطق وراء هذه الفكرة، أن هناك العديد من الجهات ترصد هذه الانشقاقات، إلا أن ليس هناك من يهتم بإظهار هذه الانشقاقات ووضعها في رسم بياني واضح، الأمر الذي نعتبره خطوة مهمة لتشجيع المزيد على الانشقاق وزيادة الثقة لدى المعارضة». واقترح كوهين تقديم هذه الأداة إلى وسائل الإعلام لإعطائها التغطية المطلوبة لنشرها على أكبر صعيد ممكن، مضيفا «في ظل صعوبة إيصال المعلومات إلى الداخل السوري الآن، سنقوم بالتعاون مع قناة الجزيرة التي ستكون المالك الأول لهذه الأداة التي قمنا ببنائها، وتقوم بدورها بتتبع البيانات والتحقق منها، وبثها مجدداً إلى سوريا». وختم كوهين رسالته بالقول «أرجو ابقاء هذا الأمر سرياً، وأخبروني إن كان بالإمكان القيام بالمزيد أو التفكير بأمور إضافية لهذا الموضوع قبل الإطلاق والنشر. نظن أن هذه الأداة بإمكانها ترك أثر مهم». وبحسب المعلومات المتضمنة في الرسالة التي كشفها موقع ويكيليكس من ضمن مجموعة وثائق تصل إلى أكثر من 50547 وثيقة تغطي الفترة الممتدة من 30 يونيو 2010 إلى 12 أغسطس 2014، فإن هذه الرسالة أعيد إرسالها من نائب مدير الموظفين لدى كلينتون جاك سوليفان مع عبارة فكرة رائعة جداً. كما تضمنت الرسالة مستنداً بصيغة «بي دي إف» بعنوان «متعقب المنشقين»، إلا أنه لم يتم الوصول إليه. ومن خلال البحث على موقع قناة «الجزيرة» تبين أن الأداة المذكورة في 3 أغسطس 2012، ظهرت على الإنترنت في مايو 2013، أي بعد تصميم وتخطيط استمرا أكثر من 8 أشهر. ويظهر في الرسم البياني الأجهزة المرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد والمنشقين عنه، وتم تصنيفهم: «مسؤولون في الدولة» و«متوفون» و«منشقون» و«آخر المنشقين». وتشير القناة على موقعها إلى أن هذا الرسم البياني تم بناؤه باستخدام أدوات مفتوحة المصدر من شركة جوجل.