منطقة عشوائية يقطن بها ما يزيد عن 70 ألف إنسان، لا يطلبون إلا العيش بكرامة، فكل شيء عندهم قليل، الشوارع ضيقة والأموال نادرة، والترف شحيح، إنها جزيرة دار السلام. وعلى الرغم من تجديد المنطقة العشوائية، إلا أنها لازالت كما هى لم يجدد فيها شيء، فشارع السوق الضيق كما هو ببائعيه ومحاله وحتى باعة الأرصفة والعربات الكاور في موضعها، لاسيما المنازل المهترئة التى يمكن أن تهدم على أهلها في أي وقت، أما الشارع الرئيسي فيملأه "التكاتك" التى تمشي على أرض معرجة، لا تصلح للاستخدام الآدمي. فإنها الجزيرة التى يأخذها الكثير من البلطجية والخارجين عن القانون مكان لهم، وأهلها البسطاء الذين يحاولوا التأقلم مع كل تلك المهانة. رصدت كاميرا "بوابة الوفد" أعمال التطوير والإحلال والتجديد لشبكات مياه الشرب والصرف الصحي وشبكات الحريق، ورصف وإنارة الشوارع الرئيسية والفرعية، التى أعلنت عنها القوات المسلحة، إضافة إلى استطلاع رأي اهالي المنطقة إذا شاهدوا تطويرات بالجزيرة، ومعرفة المشكلات التى تواجههم كل يوم فضلا عن مطالبهم للحكومة. "احنا عايشين تحت التراب وبنقول الحمد لله"، بتلك الكلمات بدأت فوزية محمد، أحد سكان الجزيرة وربة منزل، حديثها عن المنطقة، مشيرا إلى أنها لم ترى أي تطورات في الشارع، بل إن الجزيرة تسوء حالتها يوم بعد يوم. وطالبت "محمد" الحكومة بالنظر لعديمي الحيلة والفقراء، وإيجاد عمل لأبناء المنطقة الذين يقفون ليلا ونهارا على زوايا الشارع لان لا يوجد شئ يشغلهم، مما يؤدي لوقوع الكثير من المشاكل كل يوم. وناشدت "محمد" برصف الشوارع الرئيسية والفرعية بالجزيرة، لعدم عرقلة المارة بها، لافته إلى أن الشوارع دائما متواجد بها مياه الصرف الصحي التي تعوق حركة الأهالي بها. وأفاد عماد عادل محمد سليمان، أحد سكان المنطقة وصاحب سيارة متنقلة لبيع البيض، بأن الكثير من البلطجية والمتعاطين للمخدرات يقطنون منطقة الجزيرة، ويطلبون من السكان والبياعين دفع جزية مقابل وقوفهم في الشارع وبيع المنتجات. واتهم سليمان، قسم دار السلام بمعرفة تلك الشنائع والتغاضي عنها مقابل دفع الخارجين عن القانون النقود للمسئولين عن القسم لتركهم يأخذون المال منن البياعين والسكان. وناشد سليمان، الحكومة بتطهر منطقة الجزيرة من البلطجية وتوفير الأمان في المنطقة، وضبط المخالفين ومحاكمتهم، متابعا قبل ما تطور المنطقه احمى السكان، على الرغم من أننا لم نشاهد أي أعمال تجديد في الجزيرة منذ فترة طويلة. وأكد الحاج حسن حسين السمان، صاحب محل أثاث وأحد سكان الجزيرة، أنه لم يحدث أي تطوير في الجزيرة بأكملها، قائلا "الشارع يتكلم وحده مش احنا اللى هنتكلم". وأضاف السمان، أنه برغم مرور أكثر من 20عام إلا أن المنطقة على حالها ولم ينظر لها أحد بمنظور الشفقة، وأن ما تناوله وسائل الإعلام عن تطوير الجزيرة كان غير حقيقي. وقال أحمد صابر، صاحب محل دواجن بشارع السوق بالجزيرة، إن الجزيرة كبيرة جدا وهذا الشارع يعد أكبر شوارعها رغم ضيقة، مطالبا بتوسيع الشارع حتى يستطيع الباعه الوقوف على منتجاتهم. وأشار صابر، إلى أنه لم يحدث أي أعمال تصليح أو احلال لشبكات الصرف الصحي بالجزيرة، مؤكدا أن البنية التحتية في هذه المنطقة موجودة منذ قديم الأزل، ولم يتغير بها شئ منذ أن أٌن بالشارع، بالإضافة إلى أنه لم يرصد أي تطويرات في الآونة الأخيرة. وطالب صابر المسئولين بتخفيض الأسعار، قائلا: "إحنا بتنا اتخرب من الغلاء"، لافتا إلى أن القوات المسلحة أعلنت أن هناك سيارات لتوزيع الدواجن ومنتجات اللحوم ولكن هذا لم يحدث في منطقة الجزيرة حتى الآن.