لم تقنع بزوج طيب القلب وزواج مستقر استمر لبضعة أعوام، مسفرا عن خمسة أطفال فى عمر الزهور، بل تطلعت إلى عامل متجول يبيع الفاكهة على عربة، متزوج وله ثلاث بنات، فنصبت شباكها حوله، حتى وقع فى حبها، بل اشتعل الحب بينهما فقررا الزواج، واتفقا على أن تطلب من زوجها الطلاق وتترك له الأطفال الخمسة، فى مقابل أن يقوم هو بتطليق زوجته وتقوم هى برعاية بناته الثلاث، وقد كان لهما ما أرادا. تزوجت «صابرين» من «عبدالله» وعاشت معه فى منزله وأبدت رعاية كاملة فى الشهر الأول ببنات زوجها، وما لبثت أن حملت بطفلها الأول من حبيب القلب، حتى بدأت تتغير فى معاملة البنات وبدأت بعقابهن بسبب وبدون سبب، فمن تخطئ لا بد من أن تضرب ضربا مبرحا، ومن لا تخطئ لا بد لها أن تضرب والسلام، المهم العقاب الذى وجد فى صدرها تجاه البنات كلما غاب أبوهن عن المنزل، بل زاد الأمر صعوبة فقد بدأت تضربهن فى وجود أبيهن وتقنعه بأن البنات لا يصلح فى تربيتهن إلا الضرب المبرح وهن صغار حتى يتعلمن ما هو صالح، فوافقها ولم يعقب. أصغر البنات كانت «زينب» البالغة من العمر سنتين ونصف، كعادة الأطفال وقع منها كوب زجاج فارغ، فانهالت زوجة الأب عليها ضربا باليمين وباليسار حتى وقعت الطفلة على الأرض مغشيا عليها، تلفظ بقايا الحياة فى وجود شقيقتيها غادة «8 سنوات» وسلوى «5 سنوات»، وعندما تأكدت أن الطفلة ماتت، سارعت بالاتصال بزوجها وأخبرته بأن ابنته كانت تعانى من قيء شديد ولفظت أنفاسها فسارع إلى مفتش الصحة لاستخراج شهادة الوفاة والتصريح بالدفن، ولكن هيهات هيهات أن يعمى القدر، فقد أرادت عناية الله تعالى أن يقرر المفتش بعدم الجزم بسبب الوفاة، لأنه رأى سحجات حول الرقبة والوجه وقرر إخطار اللواء أحمد أبوالفتوح مدير أمن سوهاج بالواقعة فأمر بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج وقيادة العقيد دكتور عمر الخطاب رئيس فرع البحث لقطاع الشمال لكشف خيوط الجريمة. بعد مناقشة الشهود والزوجة، همست شقيقتها غادة فى أذن الرائد المزمل نافع رئيس مباحث مركز طهطا وقالت له «يا عمو مرات أبوى ضربتها بس متقولهاش أحسن تموتنى زى أختى»، فتم إخطار النيابة العامة فقررت تشريح جثة الطفلة القتيلة والقبض على زوجة الأب، وبمناقشتها قررت أمام النقيب عمرو أبوعقرب معاون المباحث أن الزوجة الأولى بعد علمها بحملها من طليقها قالت لبعض الناس بأنها سوف تجهضها، فأرادت الانتقام منها فى بناتها التى تقوم برعايتهن مع أبيهن، ولكنها لم ترد قتل الطفلة بل أرادت تأديبها. أحيلت إلى النيابة العامة فأمر حسام حسن وكيل أول النيابة بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد فى الميعاد القانونى، واستعجل تقرير الصفة التشريحية للقتيلة وتحريات المباحث حول الواقعة وتولى التحقيق بإشراف المستشار ضياء خيرى رئيس نيابة طهطا.