52 يوما هى فترة عضوية توفيق عكاشة، النائب البرلماني تحت مجلس النواب قبل أن يتم اسقاط العضوية عنه أمس الأربعاء، الذى حصل على مقعده بواقع 94354 ألف صوتًا، بأعلى نسبة أصوات في الانتخابات. وجاءت اسقاط العضوية عن توفيق عكاشة، بسبب خوضه في أمور تتعلق بالأمن القومي المصري وليس لمقابلته السفير الاسرائيلي، وفقًا لما قاله على عبد العال ، رئيس المجلس، قبل بدء الجلسة إن التصويت على إسقاط عضوية عكاشة. كان المجلس قد شكل لجنة داخلية للتحقيق مع عكاشة بعد لقائه السفير الاسرائيلي حاييم كورين، وأوصت اللجنة بحرمانه من حضور جلسات المجلس لمدة سنة، لكن أعضاء البرلمان رفضوا التوصية التي اعتبروها غير كافية وبدأوا التصويت على إسقاط عضوية عكاشة. وخلال عضوية توفيق عكاشة بالمجلس، التى لم تصل شهرين من أصل 5 سنوات مدة الفصل التشريعى كامل، كانت سمته الأساسية هى الإثارة والجدل والشو الإعلامي.. نرصد في هذا التقرير مشوار عكاشة تحت قبة البرلمان. ومشوار عكاشة المثير بدأ قبل أولى جلسات البرلمان الرسمية والتى انعقدت في 10 يناير الماضي، عندما طالب بتعيينه رئيسًا للبرلمان مثلما طلب النبي يوسف تعيينه على خزائن مصر. وفي أولى جلسات البرلمان لفت توفيق عكاشة الانتباه إليه ، بسبب طريقة إلقائه لليمين الدستورية باللغة العربية الفصحى وبأسلوب جدي على عكس ما كان متوقع منه، وتبعها بإعلانه ترشحه لرئاسة المجلس. ولكنه خسر بعد حصوله على 25 صوتًا فقط ، وعلق على فوز الدكتور على عبد العال برئاسة مجلس النواب بقوله "سيؤدى إلى انهيار هذا البرلمان، إذا لم يكن خلال أسابيع سيكون خلال شهور قليلة، لأنه لن يستطيع السيطرة على البرلمان والنواب". وفي الجلسة الأولى أيضًا، رفض عكاشة حضور الدورات التدريبية، التي يقيمها مجلس النواب؛ من أجل تعريف النواب بدورهم داخل البرلمان، وكيفية التصويت الإلكتروني، قائلًا «لست نائبًا مستجدًا، فأنا أجيد استخدام الكمبيوتر جيدًا" وفي جلسة 12 يناير انسحب من الجلسة اعتراضًا على عدم إعطاءه الكلمة بالرغم من طلبه لها، وبعدها خرج على جمهوره متوعدًا بالانسحاب من البرلمان والسفر إلى الخارج، بدعوى وجود مؤامرة ضده. لكنه تراجع عن موقفه، وبعدها توالت تصرفات النائب السابق توفيق عكاشة، التى كانت أقرب للشو الإعلامى منها للتعبير عن وجهة نظره، وأبرز ما آثار به الجدل داخل المجلس قيامه بإرتداء كمامة في إحدى جلسات مجلس النواب، كتب عليها:"ممنوع من الكلام بأمر الحكومة داخل المجلس وخارجه". وبعدها، وخلال التصويت على قانون الخدمة المدنية حمل لافتة تحت قبة البرلمان مكتوب عليها "أرفض قانون الخدمة المدنية رقم 18 لسنة 2015". كما شن النائب السابق هجومًا شديد على حكومة المهندس شريف إسماعيل داخل إحدى الجلسات، مطالبًا بإقالتها، بعدما وصفها بالعاجزة، وأنها لا تستطيع إدارة البلاد، وأعلن عن تقديمه بيانًا عاجلًا لمجلس النواب ضد وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار. وأكد حينها في بيان له أن عمليات التعذيب وتجاوزات الداخلية مستمرة من قبل ضباط الشرطة، وأنه يمتلك العديد من الوثائق والمستندات والتقارير الطبية والفيديوهات، التى قدمها المواطنون ضد رجال الأمن. واستكمل حديثه المثير للجدل، بطلبه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وحل البرلمان الحالي وانتخاب برلمان جديد، وذلك عقب قبول استقالة المستشار سري صيام. وامتنع توفيق عكاشة، عن حضور الجلسة التى القى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته أمام مجلس النواب 13 فبراير الماضي، ، وأرسل اعتذارًا رسميًا لرئيس البرلمان، يعلن فيه عدم حضوره الجلسة. وأوضح عكاشة في الاعتذار، أنه طلب تحديد موعد للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي للحديث في أمور هامة إلا أنه لم يتلق استجابة. وخلال جلسة 22 فبراير الماضي، ذهب عكاشة لمنتصف القاعة صارخا في وجهرئيس المجلس: "أنا طالب الكلمة من امبارح"، وأعقبه طرد الدكتور على عبدالعال، من الجلسة بعد أن أخذ التصويت على إخراجه من الجلسة. وفي المقابل رفض عكاشة الخروج، قائلًا لرئيس المجلس: أنت جيت هنا غلط أساسا.. وصرخ النواب فى وجه عكاشة "بره بره"، وصاحب قرار إخراجه تصفيق النواب. ولعل "القشة" التى انهت مشوار توفيق عكاشة تحت قبة البرلمان، كانت في 25 فبرابر الماضي، حين التقى سفير الإسرائيلى حاييم كورين بمنزله بمحافظة الدقهلية للنقاش فى عدة أمور. الأمر الذي تسبب في قيام النائب كمال أحمد، بضرب النائب توفيق عكاشة بالحذاء اثناء الجلسة الصباحية لمجلس النواب الأحد الماضي، وذلك على خلفية استقبال النائب توفيق عاكشة، ليأخذ المجلس قراره بالأمس بإسقاط العضوية عن عكاشة.