يعتبر تأخر الحمل احدى المشاكل المؤرقة للزوجين وهناك العديد من الاسرار التى تم اكتشافها فى السنوات الاخيرة خاصة بعد اكتشاف اسرار الأسبوع الأول من الحمل والذى تم تقليده داخل المعمل ومتابعته بدقة ساعة بساعة داخل معامل أطفال الأنابيب والحقن المجهرى فإلى جانب الابحاث التقليدية مثل تحليل السائل المنوى للزوج بالطرق التقليدية من حيث الحركة والعدد والنسب المشوهة واجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية للسيدة عن طريق السونار المهبلى وتحاليل هرمونات الغدة النخامية، يقول الدكتور شريف عبد الحميد - أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس - فى كثير من الأحيان تكون هذه الأبحاث غير كافية ونضطر للجوء الى وسائل أكثر تعقيداً مثل اجراء عملية منظار بطن جراحى لاكتشاف بعض الالتصاقات مهما كانت بسيطة حول الأنابيب والتى قد تمنع التقاط البويضة بواسطة الأنبوبة أو وجود بطانة حمية مهاجرة فى الحوض لا يمكن اكتشافها الا بالمنظار، كما أنه يمكننا اجراء بعض الفحوصات المعقدة أو المتطورة للحيوان المنوى حيث يمكن تكبيره آلاف المرات فى المعمل لاكتشاف عيوب الحيوان المنوى التى لا يمكن تشخيصها بالفحص التقليدى كما يمكننا اكتشاف وقياس قدرة الحيوان المنوى على اختراق جدار البويضات بالمعمل حيث فى بعض الأحيان يكون الحيوان المنوى طبيعياً شكلاً ولكنه ليس له القدرة على اختراق جدار البويضة وأحياناً يكون جدار البويضة إما به أجسام مناعية تحارب دخول الحيوان المنوى الى البويضة أو عيوب اخرى مثل الأجسام المضادة التى تقتل الحيوانات المنوية فى المهبل ويجب اللجوء الى الحقن المجهرى مع مراعاة الاحتياطات التامة لاكتشاف أى سبب قد يؤدى الى تكرار فشل الحقن المجهرى وفى هذه الحالات نلجأ الى الوسائل الحديثة لنجاح الحقن المجهرى مثل نقل الأجنحة على اليوم الخامس أو السادس بدلاً من اليوم الثالث حيث تكون الأجنة أكثر ثباتاً واكثر قدرة على اختراق جدار الرحم، واستخدامات اشعة الليزر فى اختبار الحيوانات المنوية الأكثر نشاطاً أو فى تثقيب البويضات لزيادة معدلات الخصوبة. ويضيف الدكتور شريف عبد الحميد هناك اسباب اخرى فى جهاز المناعة قد تؤدى الى تكرار فشل الحقن المجهرى مثل تواجد الأجسام المضادة للزئبة أو للأوعية الدموية حيث يتسبب ذلك فى تكرار فشل الحقن المجهرى أو فى اجهاض متكرر أو وفاة متكررة للجنين، وقد أمكن التغلب على تلك الأجسام المضادة باستخدام العديد من العقاقير مثل اسبرين الأطفال أو عقار الهبارين الذى يزيد من سيولة الدم أو من استعمال بعض اللواصق على الجلد تزيد من تدفق الدم الى الرحم وبالتالى تؤدى الى زيادة معدلات الحمل كما أنها تقلل من نسب الاجهاض المبكر. وقد تم حديثاً اكتشاف أنواع جديدة من العقاقير التى تستخدم فى تنشيط المبايض أو فى تنظيم عمل الغدة النخامية حيث تم فصل معظم الهرمونات بصورة نقية أو تصنيعها بالهندسة الوراثية حيث تكون أكثر فاعلية وأقل فى الأعراض الجانبية. ومن الأسرار الحديثة التى تم اكتشافها هى الفحص الجينى للأجنة حيث يمكننا أخذ خلية من الأجنة قبل زرعها للتأكد من سلامتها وراثيا أو خلوها من مرض معين قبل حقنها وتساعد نفس هذه التقنية فى اختيار نوع الجنين ذكر أو انثى حيث يمكننا معرفة وفصل الأجنة الذكور أو الإناث قبل اعادة نقلها الى الرحم. وتعد الحالة النفسية من أهم العوامل التى تساعد على نجاح أى تدخل فى حالات تأخر الحمل ولذلك ننصح المرضى بالثبات النفسى والثقة بالله القادر على كل شىء.