نقوش على خارطة الميدان بقلم:أحمد فؤاد نجم منذ 1 ساعة 44 دقيقة فاض نهر الثورات يا صاح فاسمع صرخة الجوع فى هدير الجموع وتلفت.. ترى الشعوب حبالى ساعيات فى لهفة وولوع قادمات من كل حدب وصوب منشدات للشمس قبل الطلوع: لن تعود الحياة رحلة بؤس لا.. ولن يخنق الطغاة ربيعى! *** كان صحن الميدان يشهد عرسًا من خيام مزدانة وشموع وشباب بدا حمامًا طليقًا جاء توًا من القرى والنجوع وصبايا وجوههن ورود تتسامى على الحرير الطبيعى وأغان بديعة طاردتها فى عهود الطغيان أيدى الخنوع وتصاوير ثرة لجمال وبغال مأجورة وقطيع وحكايات تناثرت.. ثم أمست ضحكات فى سامر أسبوعى *** كان فجر الميدان يكتب عهدًا فى سجود موحد وخشوع: قسمًا بالشباب يوم تنادى فعلا صدره خضاب النجع قسمًا بالنعوش تمشى الهوينا فوق بحر من الأسى والدموع لن تضيع الأيام الضحايا والثكالى.. وحق كل رضيع *** كان صيف الميدان يعدو حثيثًا عارم الموج فى اصطخاب سريع: القصاص.. القصاص من كل لص قاتل، غاصب، جبان، وضيع القصاص.. القصاص آية حق كالثريا.. لألاءة فى سطوع كل شبر فى أرضنا اليوم يصحو وينادى بحقه المشروع *** كان ليل الميدان يقصف رعدًا عاش عمرًا محاصرًا فى الضلوع ساخرًا من ولاة أمر تعاموا عن زناة التوريث والتطبيع رافعًا قبضة بوجه طغاة أوصياء وقيصر مخلوع: لن يعود التاريخ للخلف يومًا فارحلوا.. يا حماة عهد الركوع! أو أجيبوا بربكم عن سؤال بجواب محكم مسموع: أين كنتم.. والقهر يشوى ظهورًا بسياط التعذيب والترويع؟! أين كنتم.. والجوع يطحن شيبًا وصغارًا فى ليل نهب مريع؟! أين كنتم.. والعدل يسحل سحلاً تحت عين المنزه الموضوعى؟! أين كنتم.. والبحر يطوى شبابًا بين دمع جرى وحلم صريع؟! أين كنتم.. والموت يحصد حشدًا برصاص موجه ممنوع؟! أين كنتم.. والشعب يجار سخطًا فى احتجاج مطوق مقموع؟! أين كنتم.. والزيف يبنى صروحًا فاضحات من الفساد المنيع؟! هل يجيب «الجنرال» أم يتوارى خلف درع واصبع مرفوع؟! إن بين البهتان والصمت صوتًا صافيا.. من قرارة الينبوع: يانديمى.. كانوا أسارى العطايا يتباهون بالرضا المدفوع وولاء أباح شر البلايا لرئيس.. مخاتل، مصنوع! هذا ومازال نهر الثورة يتدفق شعرًا فحذارى من غضب النهر ---------------- شعر: عبد الفتاح الصبحى