نقل "جيلي كوهين" المراسل العسكري لصحيفة هآرتس عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن الاتفاق النووي بين إيران والعالم أدى إلى تخفيف حدة الهجمات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت ضد إسرائيل في السنة الأخيرة، مقارنة مع السنوات الماضية، وأشار إلى أن هناك قوتين عظميين في العالم لديهما القدرات التقنية لإدارة معارك عبر الإنترنت وهما الولاياتالمتحدة وروسيا، وأن إسرائيل في الطريق لتكون قوة عظمى في مجالات حروب السايبر والإنترنت. وكشف عن إقامة كتيبة دفاعية جديدة في عالم السايبر في الجيش الإسرائيلي، هدفها الدفاع عن مجال إسرائيل الإلكتروني في مواجهة أي هجمات تقنية عبر ثمانية طواقم فنية مشكلة من جنود نظاميين وفي صفوف الاحتياط، وفي حالة وقوع هجمة إلكترونية على غرار أحداث سبتمبر 2001، لن يكون هناك الكثير من الوقت للأسئلة، وإنما ستكون مهمة هذه الطواقم إطفاء الحرائق حتى قبيل اندلاعها، ولذلك ينوي الجيش الإسرائيلي توسيع عمل طواقمه التقنية وإبداء استعدادها الكامل للتعامل إزاء أي هجمة إنترنت متوقعة ضد إسرائيل، تكون واسعة وكبيرة. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي بات يبذل المزيد من المحاولات لجمع المعلومات الأمنية عن نشاطات عسكرية عبر الإنترنت، وفي ضوء هذه المعلومات التي توردها وحدات التنصت وجمع المعلومات في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، ما زالت الكنوز الحيوية من هذه المعلومات لم تكشف بعد، ولذلك يأتي هدف تشكيل هذه الكتيبة الإلكترونية لمنح إسرائيل القدرة على تنفيذ هجمات إحباط في عالم السايبر، وتنفيذ عمليات وقاية ضد أهداف معادية في الشبكة الإلكترونية. ومن جانبه، ذكر المراسل العسكري لصحيفة معاريف نوعام أمير أن الجيش الإسرائيلي بصدد إقامة "قبة حديدية" في الشبكة الإلكترونية خلال عام من اليوم، من خلال "مقاتلين تقنيين" بهدف حماية مراكز المعلومات الأمنية لإسرائيل التي يسعى "العدو" للحصول عليها عبر محاولات متلاحقة. وأشار إلى أن الجيش يقيم تقديرات موقف نصف سنوية إزاء هذه التهديدات عبر عالم الإنترنت، في ضوء ما يصل من حقائق تفيد بأن هناك سعيا من الكثير من دول العالم لجمع معلومات أمنية واستخبارية عن إسرائيل. وأوضح أن ذلك يشمل دولا عربية وأخرى حول العالم تريد معرفة ماذا يحصل داخل إسرائيل من تطورات أمنية وعسكرية، في ضوء أن كل الأسرار العسكرية موجودة داخل أجهزة الحاسوب، والتحدي الأمني الحقيقي الذي يواجه إسرائيل اليوم يتمثل بطريقة حماية هذه المعلومات، حتى لا تكون السبل معبدة أمام العدو للحصول عليها. وأوضح أن المخاوف الإسرائيلية تتعلق بإمكان تنفيذ هجمات إلكترونية معادية على مواقع البنية التحتية في إسرائيل، مثل محطات الكهرباء والمياه، والبنوك، والمطارات، وقد تكون هناك محاولات من جهات معادية لضرب منظومة الإنترنت كلها داخل إسرائيل لعدة ساعات وربما لأيام. وذكر بما حصل في تركيا أواخر ديسمبر الماضي، حين انهارت شبكة الإنترنت لمدة 20 ساعة، أوأوكرانيا في الشهر نفسه، حيث انهارت المواقع الإلكترونية لمحطات توليد الكهرباء عدة أيام، مشيرا إلى وجود خمس دول في العالم ذات قدرات تقنية عالية الجودة، وهي: إسرائيل والولاياتالمتحدةوإيران وألمانيا وبريطانيا. وكشف النقاب عن محاولات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد إسرائيل في الآونة الأخيرة، ومنها ما حصل عقب أيام معدودة من اغتيال سمير القنطار قبل أسابيع، حين استهدف موقع سلاح الجو الإسرائيلي على شبكة الإنترنت وهوجم، ووضعت صور لقائده عليها شارب الزعيم الألماني "هتلر"، صحيح أن هذا ليس حدثا كبيرا ولم يؤد إلى أضرار خطيرة، لكن ذلك يجب ألا يحصل ضد مواقع إسرائيلية. أما المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون ذكر أن حروب السايبر باتت أداة أساسية شرعية في الحروب القائمة، ونقل عن رئيس جهاز الاتصالات في الجيش الإسرائيلي الجنرال عوزي موسكوفيتش أن إسرائيل تستخلص الدروس والعبر من القضايا التكنولوجية ونظم السيطرة العسكرية التي واجهت الجيش أثناء حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد"، وهو ما يظهر في القدرة على التحكم من الناحية التقنية لدى تنفيذ أي خطط عسكرية في الحرب القادمة. وأضاف "رأينا هذه الفجوة الإلكترونية في أنظمة السيطرة والتحكم في قدرة حماس على إطلاق أكثر من نصف ما لديها من قذائف صواريخ باتجاه إسرائيل دون قدرة الجيش الإسرائيلي على مهاجمتها مسبقا، وهو ما يعني أن قدرة الجيش على تعقب مواقع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة لم تكن جيدة بما يكفي في الزمن المطلوب".