أعلن وزير الدفاع اليوناني "بانوس كامينوس"- في مؤتمر صحفي- أن بلاده تعمل لخلق محور للتعاون من أجل الأمن والاستقرار والسلام في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، يبدأ من قبرص واليونان ويمتد شمالاً باتجاه بلغاريا ، وجنوباً باتجاه مصر والأردن. وأضاف انه "يبذل الجهود من أجل مواجهة الإرهاب والأصولية الإسلامية والقوى التي تريد زعزعة الاستقرار في منطقة شرق المتوسط ، وهدفنا هو خلق أوضاع آمنة في الشرق الأوسط، في المناطق التي ينشط بها الأصوليون الإسلاميون والقوى الأخرى المزعزعة للاستقرار". وأكد وزير الدفاع اليوناني أن مشكلة اللاجئين سوف تُحل إذا استتبت أوضاع الأمن في المناطق التي تنطلق منها تدفقات اللاجئين والمهاجرين، حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وتنميتها اقتصادياً. وأشار الوزير إلى ان اليونان أوفت بالتزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي في الوقت المناسب، قبل انعقاد القمة الأوروبية الحاسمة بشأن أزمة الهجرة، وذلك عن طريق بدء تشغيل أربعة مراكز لاستقبال اللاجئين من أصل خمسة، وقبول اليونان بمشاركة الناتو في عمليات مواجهة المهربين ، من أجل تقليل عدد القادمين من السواحل التركية، وهذا أبلغ دليل على وفاء اليونان بالتزاماتها. وفيما يتعلق بمركز الاستقبال الخامس، في جزيرة "كوس" اليونانية، أكد وزير الدفاع أنه سيكون جاهزا في غضون خمسة أيام ، مؤكداً على تعاون بلاده الوثيق مع المفوضية الأوروبية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين. وقال نائب وزير حماية المواطنين اليوناني "نيكوس توسكاس"، المشارك في المؤتمر الصحفي ، أن اليونان قد أظهرت إمكانية استخدام الأساليب الإنسانية عند توفير احتياجات الأمن والنظام ، مشيراً إلى انخفاض كبير في عدد المهاجرين الوافدين إلى الجزر اليونانية خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال نائب وزير الدفاع " ديمتري فيتساس" أن اليونان تفي بالتزاماتها وتتوقع نفس التعامل من الجانب الآخر، محذراً من المخاطر التي تنشأ عندما تنغلق الدول على نفسها وتقيم أسواراً يمكن هدمها. وأوضح أن اليونان سوف تستضيف المهاجرين الوافدين في مراكز التسجيل لمدة 72 ساعة ،وهي مدة كافية لتسجيل بياناتهم وأخذ بصماتهم ، لتحديد احتمال وجود الجهاديين، وكذلك للتمييز بين أولئك الذين يحق لهم الحصول على اللجوء وإعادة توزيعهم في بلدان الاتحاد الأوروبي ، وبين المهاجرين لأسباب اقتصادية. واستعانت اليونان بقوات الجيش في إنشاء مراكز استقبال المهاجرين ، في حين أن بعض الدول الأوروبية- والمسماة بدول" فيسغراد"- هددت بإغلاق حدود اليونان الشمالية. ورفض وزير شؤون الهجرة اليوناني "يانيس موزالاس" هذه النداءات النابعة من الخوف، مشيراً إلى أن جميع زعماء الاتحاد الاوروبي ضد فكرة إغلاق الحدود. وأكد وزير الدفاع اليوناني أن الحل النهائي لأزمة المهاجرين يكمن في تركيا ، موضحاً أن اليونان تعتبر انها قد أوفت بالتزاماتها، بقبولها الاقتراح الألماني المتعلق بمشاركة قوات حلف شمال الاطلسي في العمليات التي تقوم بالانتشار في بحر "إيجه" ، وأن تركيا الآن مضطرة لمنع اللاجئين والمهاجرين من العبور عبر سواحلها. و أوضح وزير الدفاع اليوناني أن المهاجرين الذين سيتم ضبطهم في المياه اليونانية في إطار هذه العمليات، لن يتم إعادتهم مباشرة إلى تركيا، ولكنهم سوف يمرون عبر مراكز الاستقبال.