شارك نحو 100 ألف من المواطنين الألمان في الثالث من أكتوبر في فعاليات أقيمت بأكثر من 700 مسجد ومركز إسلامي في عموم البلاد بمناسبة اليوم المفتوح للمساجد الذي يحتفل به سنويا بالتزامن مع ذكرى الوحدة الألمانية في الثالث من أكتوبر. وأقيمت فعاليات الاحتفال هذا العام تحت عنوان: "محمد نبي الرحمة"،وبدأ الاحتفال في ألمانيا باليوم المفتوح للمساجد عام 1997 بدعوة من المجلس الأعلى للمسلمين، وتحولت هذه المناسبة بمرور الوقت إلى تقليد سنوي تسعى من خلاله الأقلية المسلمة المقدرة بأربعة ملايين ونصف المليون نسمة للتعبير عن رغبتها في الانفتاح والحوار والتأكيد على انتمائها للمجتمع الألماني. بدأ برنامج الاحتفال بتلاوة سورة الفاتحة وبعض الآيات من القرآن عن نبي الإسلام محمد باللغة العربية، تتبعها ترجمة باللغة الألمانية، ثم تلتها محاضرة قصيرة للتعريف به -صلى الله عليه وسلم- ، يتبعها جولة في أرجاء المسجد لكي يتعرف الزوار على المسجد جيدا، كانت فترة الأسئلة التي تلي المحاضرة، هي الفرصة الأكبر للحوار والمعرفة بالإسلام لكي يسأل الزوار ما كان بودهم أن يسألوه دائما. الحضور، من غير المسلمين، لم يقتصر على الألمان وحدهم فقط، وإنما كان هناك العديد من الزوار من جنسيات أخرى. فيليب وزوجته أنيتا، ينحدران من بولندا، ويعيشان في ألمانيا منذ فترة طويلة. الزوجان البولنديان، كان بودهما أن يزورا المسجد منذ زمن طويل، ولكنهما كانا يعتقدان بأنه من غير المسموح لغير المسلمين بزيارة المسجد، لأنهما كانا في أحد البلاد العربية، وأرادا أن يدخلا أحد المساجد، ولكن الناس منعوهما من ذلك. "اليوم صحح لنا القائمون على المسجد هنا، بأن زيارتنا إلى المسجد في البلد العربي، كان عند إقامة صلاة الجمعة، والتي يأتي إليها الكثير من الناس، وبعض المساجد تمتلئ بالمصلين فيصلي الناس في الشارع. لذلك لا يوجد مكان للسياح أو للزوار، ولو أننا ذهبنا في يوم آخر، غير الجمعة، لدخلنا المسجد بدون مشكلة". أنيتا وفيليب جاءا من مدينة إيسن إلى مسجد دويسبورغ، لأنهما سمعا سابقا عن جمال هذا المسجد. الزوجان ملتزمان بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وبعد رؤيتهما للمسجد اليوم، وللمسلمين وهم يقيمون الصلاة، بدأا يقارنان بين الكنيسة والمسجد. أنيتا كانت تسأل باستمرار، ومن أسئلتها للمحاضرة في المسجد: "في الكنيسة ندخل بأحذيتنا، أما هنا فيجب أن نخلع الأحذية خارجا قبل الدخول إلى المسجد، فما هو سبب ذلك"؟ فتشرح لها بتول (الفتاة التركية) بأن الصلاة عند المسلمين تتضمن الجلوس على الأرض و السجود، وبالتالي يجب أن يبقى المكان نظيفا تماما. كاترين (25 عاما)، كانت قبل يومين في حديقة الحيوانات في دويسبورج، وقد شاهدت مع صديقها بيتر إعلانا في المدينة، عن يوم المسجد المفتوح، فقررا أن يزورا المسجد في دويسبورغ. وتقول كارترين: "تعلمت أشياء كثيرة اليوم عن المسلمين؛ كيف يصلون مثلا. وقد كان لدي بعض الأسئلة قبل ذلك، مثل: لماذا لا يوجد صور في المسجد، كما هو الحال في الكنيسة، فحصلت على الجواب اليوم، وهذا الأمر يهمني شخصيا، لأني أدرس تاريخ الفنون"، أما صديقها بيتر (27 عاما) يدرس التاريخ في جامعة دوسلدورف أيضا، وقد عبر عن سعادته بزيارة المسجد، وقال: "فاجأني الترحاب الموجود هنا، لم أكن أعرف بأن المساجد مفتوحة للجميع. وأنا أرى بأن المساجد ضرورية في ألمانيا، لأن هناك الكثير من المسلمين الذين يعيشون هنا، وخاصة في إقليم الرور. وعندما قال رئيس ألمانيا بأن الإسلام هو جزء من ألمانيا، الآن ادرك أن هذا الأمر قد أصبح واقعا". الحضور لم يقتصر على الشباب فقط، وإنما كان هناك الكثير من كبار السن. السيدة ماريا وصديقتها بريغيتا يزوران المسجد لأول مرة، وأبديا إعجابهما بالمسجد؛ فتقول ماريا: "إنه رائع جدا، وقد أدهشتنا المناظر الموجودة هنا. يعطيك المسجد انطباعا مميزا". بريغيتا قالت: "أعتقد أن المكان ليس له مثيل في ألمانيا، وأتمنى أن يتاح لي الأمر مستقبلا لأرى مثل هذه المساجد". كما أبدت إعجابها بالكتب الموجودة هنا.