في أول خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب، عرض كشاف حساب لما أنجزه منذ توليه حكم البلاد في مختلف المجالات، وتطرق إلى العديد من القضايا العامة. حرص السيسي في خطابه أمام مجلس النواب، على ذكر مختلف فئات المجتمع من شباب ومرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، ورجال القوات المسلحة، كما وقف حدادًا على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل بناء الوطن. تجاوز السيسي في خطابه عن القضايا الفئوية، وركز على القضايا العامة، التي تهم عامة الشعب، وتساعد في بناء المجتمع، وتقوية الاقتصاد، وما يخص البنية التحتية للبلاد. "بقدر من الشفافية والموضوعية والدقة تحدث السيسي لأول مرة أمام مجلس النواب في خطاب جامع وشامل لكل القضايا والتحديات الراهنة، وضع خلاله بوصلة لتحرك الحكومة في الفترة المقبلة"، بحسب سياسيين. أشاد صبري سعيد المحلل السياسي، بالخطاب الأول للسيسي أمام مجلس النواب، قائلاً: "خطاب جامع وشامل لجميع القضايا والتحديات الراهنة وستشهد السنوات القادمة على أهميته فهو بمثابة انطلاق لدولة مدنية ديمقراطية". وأكد سعيد، في تصريحاته ل"بوابة الوفد"، أن خطاب السيسي اتسم بدرجة عالية من الشفافية والموضوعية والدقة والإخلاص، حيث إنه قدم كشف حساب لنفسه بنفسه أمام الجميع مما يدل على صدق ما قاله. وشدد المحلل السياسي على أهمية ذلك الخطاب، باعتباره خطاب موثق وضع البوصلة الرئيسية لاتجاه الحكومة والبرلمان في الفترة القادمة، بجانب أنه جعل جميع مؤسسات الدولة تحت المسئولية، وكيف سيتم التعامل مع التحديات التي تواجهنا. وقال عبد الله المغازي، البرلماني السابق، إن خطاب الرئيس برتوكولي أكثر منه خطاب عامي موجه لمختلف فئات الشعب، موضحًا أن الخطاب كان موجز بصورة عامة، لافتا إلى أن الرئيس لأول مرة يرفض أن يكون خطابه بالعامية. وذكر المغازي أنه كان منتظر أن يوجه الرئيس كلمة لرئيس الحكومة كي تعرض برنامجها، قائلاً: "خاب ظني حين لم يتطرق الرئيس في خطابه للحكومة فكنت أتمنى أن يتحدث عنها". ونوّه البرلماني السابق إلى أنه كان ينتظر من السيسي أن يذكر في خطابه لبعض الأزمات التي تؤرق فئات عريضة من الشعب المصري، ولا يتجاوزها كما حدث ومنها: "أزمة الأطباء، قانون الخدمة المدنية،مشاكل الشباب وقضاياهم المهمة والتى تحدث عنها بصورة إجمالية ولم يذكر منها سوى البطالة". واختلف معه في الرأي رامي محسن مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، الذي أكد أن الخطاب كان لابد ألا يتخصص في قضايا بعينها تشمل فئة واحدة مثل أزمة الأطباء، وهذا ما فاجأ الكثير لأنه لم يذكر تلك المشاكل حتى لا يذكر فئة ويترك أخرى، مشيرًا أن ما جاء بالخطاب هو الأصح لانه ذو توجه عام. وأوضح محسن أن صياغة الخطاب وترتيبه كان جيد جدًا، حيث إنه ذكر أولًا شهداء الوطن ووجه التحية إليهم يليه الاستثمار الذي ستنهض به البلاد، ثم ذكر التعليم والأجندة التشريعية مرورًا بالحديث عن الشباب 4 مرات، والمرأة 3 مرات، وأخيرًا لم ينسَ ذوي الإعاقة. واستكمل مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، أن هذا الترتيب له دلالات واضحة عن ما يريده الرئيس أن تكون عليه أجندة الحكومة والقضايا التي لابد أن تهتم بها، فضلًا عن وضوح الرسائل التى تكمن في الخطاب، ووصلت للحكومة والبرلمان بل وللشعب أيضا. وأعرب محسن عن سعادته لرفض الرئيس السيسي صياح النواب تحت القبة، كما كان يحدث في السابق مثل "المعونة يا ريس".