«مشهد برلماني مرتبك.. ومجلس نواب على صفيح ساخن».. هكذا وصف خبراء الشأن السياسي ما تشهده الحياة البرلمانية المصرية في أعقاب الاستقالات تحت القبة، فضلًا عن الصراعات التي يشهدها ائتلاف الأغلبية "دعم مصر". جاءت استقالة المستشار سري صيام، النائب المعين من قبل رئيس الجمهورية، ورئيس محكمة النقض الأسبق، لتفتح الباب على مصراعيه حول ما يدور تحت القبة، خاصة أنها ليست الاستقالة الأولى وسبقها استقالة النائب كمال أحمد، والتى عدل عنها فيما بعد. وحول هذا أكد الخبراء أن هناك بعض القوى التى تحاول فرض سيطرتها على المجلس، وهو ما يرفضه أصحاب الكفاءات وذوى الخبرة أمثال "سري الصيام" ومن ثم يتقدمون باستقالتهم. رامى محسن، مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية، قال إن المشهد البرلماني سيؤثر على الكتلة التصويتية تحت قبة البرلمان، وأرجع استقالة "صيام" والتى ربما يتراجع فيها، وسبقه النائب كمال أحمد، الذي عدل عن استقالته، إلى محاولة بعض الاطراف السيطرة على البرلمان، فيرفض النواب الذين يتم تهميشهم ذلك، ويتقدمون باستقالتهم. ويتمثل المشهد الثاني من اضطراب الحياة البرلمانية فيما يشهده ائتلاف "دعم مصر" بقيادة اللواء سامح سيف اليزل، من استقالات هو الاخر فعقب استقالة النائب مصطفي بكرى، أعلن محمود يحيى، وكيل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، استقالته من الائتلاف. وأعزى استقالته إلى اعتراضه على طريقة إدارة الائتلاف، والانفراد بالقرار. وقال أشرف رشاد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن النائب محمود يحيى، سيعيد التفكير فى قرار الاستقالة من الائتلاف. وفي هذا الصدد، أضاف رامي محسن، أن "دعم مصر" مبني على غير أساس، في ظل غياب القواعد المشتركة واستراتيجية واضحة، واعتماده في نجاحه على المال السياسي واستخدام اسم الرئيس السيسي كظهير لهم، وغابت هذه الظروف الآخر متوقعا فشل الائتلاف. وقال وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إن المجلس منذ اليوم الاول بدء بشكل مضطرب، وفظ ظل تكوينه الضعيف والرغبة في أن يظل في حالة من الضعف، ويقوم بدور محدود بحيث لا يؤدى واجبه كاملا؛ لان السلطة التنفيذية تتعامل مع وجود اى مؤسسات اخرى باعتبار انها لا فائدة منها. وأشار إلى أن المجلس يدار بشكل سئ، والعدد القليل من الأعضاء ذوى الخبرة والكفاءة لا يتمكنون من العمل مثل "سري صيام"، بالتالى ما يحدث كان متوقعا بسبب طبيعة نظام الانتخاب وهندسة العملية الانتخابي لايجاد اغلبية مصنوعة وبدون اى تجانس واساس سياسي. "العشوائية هي التي تحكم المشهد البرلماني" هكذا علق عمرو على، القيادى السابق بشباب الانقاذ، على استقالة المستشار سري صيام، من عضوية مجلس النواب، مشيرا إلى أن الاستقالة لها عدة دلالات بتكرار اخطاء البرلمان الاجرائية المتتالية. وأكد أن استقالة "صيام" يجب ان لا تمر مرور الكرام على اعضاء البرلمان وقيادات الائتلافات والكتل البرلمانية؛ لانها دليل على استمرار الامور على ماهي عليه، بشكل يزيد الاحتقان ويقلل من كفاءة البرلمان علي انجاز ما يعرض عليه من قوانين، ويزيد الفجوة بينه وبين المواطنين. وعن السبب في ارتباك المشهد، أكد أن قانون الانتخابات البرلمانية هو السبب في انتاج برلمان بهذا السوء، بما يجعل الوضع على صفيح ساخن، ويضع علامات استفهام حو مستقبل البرلمان.