بقلم :سعيد شعيب منذ 1 ساعة 23 دقيقة أظن أنها من أجمل المبادرات التي ابتكرها الصحفيون، اقصد أن يترك كُتاب وصحفيون أعمدتهم بيضاء أول نوفمبر القادم احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة على حرية الصحافة والإعلام. أصحاب هذه الدعوى أسسوا صفحة على الفيس بوك تحت عنوان " لا للرقيب العسكري" و" إضراب الصحفيين يوم1 نوفمبر". وكل ذلك احتجاجاً على حذف صفحات من صحف صوت الأمة والفجر وروزاليوسف، والتهديد بمصادرتهم. لماذا هي مبادرة جميلة؟ أولاً لأن فكرتها مبتكرة، وثانيا لأن المشاركين فيها حتى الآن من اتجاهات متنوعة، يمين ويسار و ديمقراطيون و ليبراليون وإسلاميون. زملاء من مؤسسات قومية وحزبية وخاصة. وهو ما يشير إلى أن هناك شعوراً يتنامى داخل الجماعة الصحفية والإعلامية بأن وطأة المجلس العسكري أصبحت ثقيلة وأن الصمت عليها سيطال الجميع، حتى هؤلاء الذين هللوا له، وحتى هؤلاء الذين يدافعون حتى الآن عن خطاياه. السبب الثاني هو أن هذا أول تحرك إيجابي، فالعصف بدأ في أعقاب الثورة المجيدة، فلم يحدث حتى في عهد المستبد مبارك ومن قبله السادات استدعاء كل هذا العدد من الصحفيين والإعلاميين إلى القضاء العسكري " لاحتساء القهوة" وتخويفهم بالطبع، بالإضافة إلى محاكمة الأستاذ عادل حمودة والمذيعة بثينة كامل المرشحة للرئاسة والزميلة رشا عزب أمام القضاء العسكري. أضف على ذلك الاعتداء على مكاتب الجزيرة مباشر مرتين بحجج بيروقراطية ووقف برنامج المذيعة دينا عبد الرحمن على قناة دريم. ورغم ذلك لم يحدث احتجاج واحد، رغم أنه في ظل النظام السابق " كانت الدنيا بتتقلب لو حد داس على صُباع صحفي"، فربما تكون هذه المبادرة الجميلة بداية صحوة توقف الانتهاكات ضد حرية الرأي والتعبير والتنظيم لكل المصريين.