مستشارو السوء! بقلم : وجدى زين الدين منذ 1 ساعة 36 دقيقة الرغبة الشعبية لدى جموع المصريين هى إجراء الانتخابات بالقائمة النسبية.. وجاءت قوانين الانتخابات مؤخراً على خلاف رغبة الشعب عندما تم تخصيص مقاعد للفردى، وهاجت الدنيا ولم تقعد وأعربت الأحزاب والقوى السياسية عن احتجاجها الشديد لقوانين الانتخابات، وهددت بمقاطعتها احتجاجاً على ذلك.. ثم بعدها يعقد المجلس العسكرى اجتماعاً مع قادة الأحزاب لإعادة النظر فى هذه القوانين.. وينتهى الاجتماع إلى السماح للمرشحين الفرديين أو المستقلين بالانضمام للأحزاب والترشيح على مبادئ هذا الحزب أو تلك القوة السياسية.. السؤال المحير لماذا لم يتم من البداية السماح للأحزاب بالترشيح على القائمة والسماح لها بترشيح أفراد؟ ولماذا أصلاً تخصيص نسبة للأفراد والاكتفاء بالقائمة طالما أن هذا هو رغبة المصريين؟!.. هذه الطريقة تعنى أن حقوق المصريين يحصلون عليها بنظام «القطارة» وكأنها منحة من الدولة تهبها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء.. حقوق المصريين ليست كذلك ومبادئ الثورة الأساسية أن يحصل المصريون على جميع حقوقهم السياسية دون حذف أو نقصان.. أما طريقة منح جزء من الحقوق ومنع جزء آخر لنرى ماذا سيحدث وكيف يكون الرد، فهذه طريقة النظام السابق.. ثم لماذا تخالف الدولة الرغبة الشعبية المصرية فى إجراء الانتخابات بالقائمة؟. الذى يحدث هو أن طريقة النظام السابق لم تتخلص منها البلاد بعد،و يبدو أن مستشارى النظام السابق لا يزالون يتواجدون وبشدة على الساحة السياسية ولكن فى الخفاء، فهذه هى طريقة الحكم البائد يفعل مالا يرغبه الشعب، ويصر على خلق نوع من الاختناق السياسى.. الشعب قال كلمته وطالب باجراء الانتخابات بالقائمة.. فلماذا مستشارو السوء يصرون على عنادهم، ويقحمون النظام الفردى، وصحيح أن المجلس العسكرى انتهى مؤخراً إلى أحقية الأحزاب فى ترشيح نواب على هذا النظام إضافة الى القائمة.. لكن لماذا كل هذا اللف والدوران؟!! الحقيقة المرة أن شبح النظام السابق لايزال يسيطر على الدولة، وأفكاره الشاذة التى تعمل ضد الشعب مازالت تتحكم وتسيطر، وليس من المقبول أو المعقول أن يتم تنفيذ رغبة الشعب كل مرة باضرابات واعتصامات وتهديدات بالمقاطعة وخلافها من وسائل الاحتجاج حتى تستجيب الدولة للمطالب.. لماذا لا يتم تنفيذ مطالب خلق الله بسهولة وبساطة؟!.. هل شبح النظام السابق فعلاً لا يزال يتحكم فى مقاليد الأمور؟ أم أن هذه طبيعة كل من يتولى السلطة سواء كانت مؤقتة أو خلاف ذلك؟. كنا نتمنى على المجلس العسكرى أن يقوم بمفرده ودون احتجاجات من القوى السياسية بالأخذ بنظام القائمة دون الأخذ بأى مقاعد للنظام الفردى.. وطالما ان القوى السياسية والأحزاب والشارع السياسى أجمع على القائمة فلماذا الاستمرار فى سياسة العناد واقحام الأفراد فى الانتخابات؟!.. الآن توجد أحزاب تتعدى ال«47» حزباً وعلى الذين يرغبون من الأفراد الترشح في الانتخابات الانضمام لهذه الأحزاب.. أما الجمع بين القائمة والأفراد فهذا ضد رغبة المصريين. ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن تخصيص نسبة للمستقلين فى الانتخابات، تعنىأن هناك سوء نية مبيتة فهكذا تعودنا على ذلك طوال كل العقود الماضية، أو كما يقال أنها مخصصة لأذناب وفلول الحزب الوطنى الذين يجب ان يطبق عليهم العزل السياسى.. ولو كان هذا غير صحيح فإن هناك طامة كبرى وهى أن المستشارين الذين وضعوا هذه القوانين هم نفس «عقلية» المستشارين فى عهد الرئيس المخلوع... وإلا فما معنى ذلك؟! وهو سؤال لا يجيب عنه إلا المجلس العسكرى... وإنا لمنتظرون.