حذر خبراء نفسيون من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من امراض قد تصل للعزلة الاجتماعيه والرهاب الاجتماعي والتعايش في عالم افتراضي بعيد عن معطيات الواقع الفعلي المعاش، الامر الي يساهم في خلق جيل يعاني من عدة مشاكل اجتماعية سواء داخل اطار الاسرة او الحياة الزوجية، او داخل اجواء العمل. وطالب الخبراء بتقليل ساعات الجلوس امام تلك المواقع ، ومحاولة الاستفادة من الجانب الايجابي منها، وفى هذا السياق أكد الدكتور احمد العقباوى استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر،ان الأعتماد على التوحد والمعايشة مع تلك المواقع اكثر من 18ساعة يؤدى إلى تدهور فى الصحة بصورة عامة بجانب الحياة الاجتماعية ، موضحا ان بعض الأشخاص يستخدمون مواقع التواصل بصورة سلبية لمشاهدة الإباحيات ، مما يلزم بضرورة وجود راقبة عليها. وأرجع الخبير النفسي العديد من حالات التفكك الأسرى بين الزوجين للانشغال عن الحياة الزوجية و الإستخدام المفرط لمواقع التواصل ومن بينها الفيس بوك، لافتا لوجود العديد من حالات الطلاق والانفصال بسبب الفيس بوك والانشغال عن الزوجة ،مشيراً لوجود ما يقرب من 300 قضية فى محل النظر امام محكمة الاسرة . وطالب استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر،مترددى الفيس بوك وغيره من المواقع بوضع ضوابط للإستخدام ،عن طريق تقليل ساعات الجلوس لساعتين يومياً كحد اقصى للاستخدام الشخصى ،اماعن مواقع العمل فيفضل جروبات خاصة به للدقة والتركيز وانجازه بصورة افضل. واتفق معه فى الرأى الدكتورابراهيم مجدى اخصائى الطب النفسي،اذ يقول ان الدراسات النفسية التى اجريت عام 2009 اثبتت ان الجلوس لفترات طويلة على مواقع التواصل الإجتماعى كالفيس بوك وتويتر وغيرهما ناتج طبيعى لدخول الأشخاص فى ما يسمى" بإدمان الفيس بوك"، لافتاً إلى ان المترددين على المواقع السابق ذكرها يتجنبون الجلوس مع الأسرة ويتلاشون حضور المناسبات العائلية وهذا ناتج طبيعى للعزلة الإجتماعية. وأشار الخبير النفسي،ان مواقع التواصل تتلاعب بنفسية مستخدميها او المترددين عليها وتؤثر فى شخصيتهم، حيث انها فى مقدورها تغير الحالة المزاجية عن طريق الكلام السلبى او الإيجابى الذى يتلقاه على الصفحات الشخصية ، مضيفاً ان التغير فى الأحداث السياسية اوالتعليق على الصور يعد جانب اخر لتقلب الحالة. واوضح اخصائى الطب النفسي ،ان أليات حل العزلة الإجتماعية التى يسببها مواقع التواصل تكمن فى ضرورة تحكم الفرد فى استخدامة لها كوسيلة لخلق صداقات جديدة بطريقة محدودة وليست متوسعة كما نرى هذه الأيام، فضلاً عن التغاضى عن تقليل ساعات النوم . وفى نفس السياق أشار الدكتور هشام بحرى استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر،ان عدد كبير من مستخدمى الأنترنت لا يظهرون بشخصياتهم الحقيقية ويتعايشون فى عالم افتراضى ، لافتاً إلي ان الإنفصام الشخصى يعد احد اضرار تلك المواقع . واوضح بحرى، ان الإرادة الشخصية لمترددى مواقع التواصل الإجتماعى هى الحل لعلاج العزلة الإجتماعية التى يعانون منها، مبيناً ان ذلك يتم من خلال تجنب الدخول فى مهاترات سياسية ومشاكل جدالية مرتبطة بالدين لأنها تؤدى لضغوط ومخاصمة بين المتحدثين. ومن جانبه قال الدكتور ماهر الضبع استاذ علم نفس بالجامعة الأمريكية، ان التردد ومتابعة مواقع التواصل كالفيس بوك ليس بخطأ بل ضرورة لتوسيع الأفق وتغذية العقل بالمعلومات ولكن هذا يعتمد على الإستخدام الصحيح لها ، مؤكداً انه لابد من التوازن النفسي فى الاستخدام . وأضاف الضبع ، ان العلاقات الإجتماعية بين الأفراد لا تكتمل غير بالتعامل المباشر وجهاً لوجهه ، حيث ان تلك التواصل لا يكتمل من خلال احاديث الشات على الأنترنت ، وغالباً ما تكون علاقات غير جادة وتميل للتسلية والهوائية. ولفت استاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية ، إلى ان النضج النفسي ضرورى ، حيث انه يعتمد على كيفية تحديد الطريقة التى يجب التعامل بها على تلك المواقع لمعرفة الوقت المناسب للتوقف حال الدخول فى عزلة اجتماعية.