تُمثل مواقع الشبكات الاجتماعية حاليا، خطرًا على الفرد والمجتمع إذا أسىء استخدامها، لما تنطوي عليه من أضرار قد تؤدى إلى تفكك أسرى، حيث أكدت مثلا الأكاديمية الأمريكية لمحامي الزواج، أن 20% من حالات الطلاق فى الولاياتالمتحدة سببها شبكات الفيس بوك وماي سبيس تويتر. بدأت الشبكات الاجتماعية فى الظهور أوائل التسعينيات، مثل موقع (كلاسميت) فى عام 1995 وكان الهدف منها التواصل بين الشباب، غير أنها لم تستمر طويلا لقلة العائد المادي منها فتم إغلاقها. لكن البحث المستمر عن العالم آخر افتراضى دفع خبراء الإنترنت للبحث عن مواقع بديلة أو جديدة، فكانت البداية الفعلية للمواقع الاجتماعية عبر إطلاق موقع الفيس بوك فى عام 2005، فضلا عن إطلاق موقع الماي سبيس. الأمر الذي دفع مجلة التايم لاختيار مارك زوكنبرج، مؤسس الموقع كشخصية عام2010، حيث وصل عدد مشتركي الفيس البوك إلى 500 مليون شخص. يقول الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي ل"بوابة الأهرام" إن المواقع الاجتماعية قد يكون لها تأثير سلبي على العلاقات الأسرية وذلك من خلال عدد من النقاط أولها إدمان الإنترنت، خاصة على المواقع الاجتماعية وما فيها من تفاعل إنساني وتكوين علاقات تؤثر على العلاقات الطبيعية، وتؤدي غالبا للجفاء والانتقاص من الواجبات المنزليه والزوجية. فضلا عن أن هناك علاقات إنسانية وعاطفية تتكون بين الأشخاص بطريقة مشوهة، مما يؤدي لمقارنات خاطئة بين العلاقات الزوجية الحقيقية والعلاقات من خلال الإنترنت ويحدث الكثير من المشاكل الزوجية. كما أن مفاهيم المجتمعات تختلف عن بعضها البعض، مما يؤدي للتأثر بمفاهيم مجتمعات لا تناسب مجتمعاتنا مثل تقبل المثلية أو علاقات خارج الزواج أو غيرها من القيم الإباحية أو التي تختلف فى العلاقات بين الأزواج والزوجات من مجتمع لآخر أو التعامل مع تربية الأولاد أو التعامل المادي. ويضيف البحيري أنه يجب لحماية الأسرة من مفاهيم المواقع وتأثيرها الخاطئ، أن نعي ما نراه منشورا على الإنترنت فى المواقع الاجتماعية وأن نختار منه ما يناسب مفاهيمنا وقيمنا، كما أنه يجب أن يكون لنا مردودنا الإيجابي ومشاركتنا النفسية فى مساعدة المتزوجين حديثا نفسيا واجتماعيا لتعليمهم كيفية التعامل مع مهارات الزوجية والوالدية وكيفية تربية الأبناء من الطفولة والمراهقة والجامعة والعلاقات مع الآخرين. أما الدكتور نادية رضوان، أستاذة علم الأجتماع بجامعة بورسعيد، فأكدت ل "بوابة الأهرام"أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. وعلينا أن نستخدمها بصورة جيدة وأن هناك ثقافة تكيفية موجودة بالخارج ولكنها غائبة عن الدول العربية وهى ثقافة التكيف مع التكنولوجيا وكيفية استخدامها الاستخدام الأمثل. وحذرت الدكتورة نادية رضوان من جلوس الشباب بالساعات أمام المواقع الاجتماعية، خاصة الفيس بوك، مشيرة إلى أن العالم الافتراضى أو الاستغراقى يؤدى إلى عزلته ويلهيه عن أشياء ضرورية مثل القراءة. وتكمل نادية رضوان: "إن كثيرًا من الشباب يشعرون بالعزلة وأنهم أعضاء بدون تأثير فى الأسرة، وأن الكثير من الشباب يدخلون إلى تلك المواقع لإثبات شخصيتهم". وتضيف أن هناك صعوبة فى مطالبة الشباب بتغيير سلوكهم تجاه تلك المواقع، مطالبة بأن نبدأ بالأطفال، فالبداية تحكم النهايات.. مشددة على أن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق الآباء وهو تربية أطفالهم فى سن الرابعة على كيفية التعامل مع الكمبيوتر.