الأفكار البناءة ربما لا تحتاج لأموال ضخمة لتنفيذها، لكن قد تعيد الحياة لكيان أوشك على الانهيار أو تضع يدها على المرض لاستئصاله وعلاجه.. من هنا جاءت فكرة المخرج محمد العمرى رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة لاستغلال إمكانات الشركة وما لديها من مخزون من تراث الغناء العربى والمصرى لإحياء هذا الدور بوصفها الشركة الوحيدة الحكومية التي لديها الإنتاج المرئى والمسموع وتم عمل ما يسمى بلجنة الاستماع والإنتاج بالشركة للبحث عن مواهب جديدة والكلمة واللحن والإنتاج وعودة الغناء الأصيل في ربوع مصر من جديد واستعانت صوت القاهرة بأهل الخبرة من المتخصصين مثل المطرب الكبير أمير الغناء العربى هاني شاكر رئيساً للجنة وعضوية الشاعر جمال بخيت والشاعر مدحت العدل والملحن محمد ضياء وسامي الحفناوى وعلاء عامر مستشار نقابة الممثلين والموسيقار خالد الأمير وسيد مدبولى رئيس قطاع التسويق بصوت القاهرة. الفكرة لخصها المخرج محمد العمرى في بداية كلمته في اجتماع اللجنة الأولى مع الإعلام قائلاً: أعترف أن ظروف الشركة المالية صعبة، لكن عندنا إمكانيات تحتاج لمن يستغلها وكان ينقصنا الإصرار والخبرة فاستعنا بهؤلاء الكبار وبهذا الإصرار حتى نتمكن من وقف نزيف التدهور الصوتى والغنائى في مصر وحتى نعيد المقولة الشهيرة «لو عايز تبقي نجم.. تعالى مصر» وحتى لا تتحول ريادتنا التي عمرها طويل في الفن لمجرد ذكريات. وأضاف: شخصنا المرض والعرض أمام اللجنة وعليهم وضع العلاج حتي يعود الغناء معافى يمشي علي آذاننا وقلوبنا ويعيد بناء وجداننا الذي تهاوى مع تهاوى الأخلاق الذي نعيشه بفعل الظروف. المطرب الكبير هاني شاكر، رئيس اللجنة نقيب الموسيقيين، قال: هناك مخطط كبير ومقصود لجر أرجلنا للهبوط في مستنقع الغناء الفاسد الذي يخرج عن كل معايير الذوق والقيمة حتي أصبح الغناء في مصر بعافية، لكن الاتحاد مع صوت القاهرة سنعيد للغناء قيمته وهيبته وتعود مصر هوليوود الشرق في كل الفنون، لكن والكلام ل«شاكر»، نحن بحاجة ليد ودور الدولة معنا لمواجهة ما يسمى بالقرصنة في سوق الغناء ولا يجب الانتظار أكثر من ذلك لأن دور الفن في هذه الأيام مهم لدعم دور الدولة. الشاعر الكبير جمال بخيت قال في كلمته: لابد أن أسجل للتاريخ أن المبدع المصرى سواء في الأغنية أو الفن وأقصد هنا المبدع الحقيقي برىء من تراجع الفن والكلمة، لأن التراجع الذي نعيشه حادث في كل النواحي صناعة وسياحة وتعليم واقتصاد وثقافة وأخلاق، وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك علي الفن، لكن -والكلام ل«بخيت»- هذه اللجنة هي جزء من الأمل الذي يجب أن يعود مع لجنة حماية التراث والإبداع من القرصنة. وأضاف: مصر التي حمت الوطن العربي من فتنة التقسيم وما لديها من حضارة وإمكانيات وبدأت تسترد عافيتها ومازالت موجودة بقوة ليس بعيداً ومستعصى عليها أن تستعيد ريادتها في الفن والإبداع. وقال: أنا متفائل ومشارك بصفتى نائب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين التي تحمي تراثنا الفنى منذ 70 عاماً وسبقت الجميع في ذلك. قال الموسيقار سامي الحفناوى: ما يحدث في مصر من تراجع شيء طبيعى لبلد تصدى لفتن وإرهاب داخلى وخارجى ومحاولات تقسيم، لكن نحن بتاريخنا وعمرنا الغنائى المتميز والفريد راجعين تاني للريادة والقيادة. وأضاف: لم يحدث في العالم أن تتربع فنانة مثل أم كلثوم لمدة 60 عاماً علي قمة سوق الغناء مع حليم وعبدالوهاب وغيرهم من القامات. وأضاف: مصر أقوى من الزوال فهي حصانة بحكمة ربانية، وتجلي فيها الله وكلم نبيه موسى من جبل الطور. وأشاد الحفناوى بمبادرة العمرى ووصفها بنقلة مهمة. طالب الملحن المعروف محمد ضياء نقابة الموسيقيين برئاسة المطرب الكبير هاني شاكر بالاستمرار في مطاردة وملاحقة الدخلاء علي المهنة، فهم الذين دمروا السينما والدراما وفي طريقهم لتدمير الذوق الغنائى المصرى. وأضاف: اللجنة بوصفها أول لجنة متخصصة لوضع الحلول لمشاكل الغناء وإعادة إنتاج الغناء الأصيل لازم تبحث عن الأصوات المتميزة الراقية مثل الحلو وصالح وثروت والحجار لأنه مفيش شيء اسمه صلاحية المطرب. قال علاء عامر، مستشار اللجنة، بداية طيبة من صوت القاهرة في إصلاح الكلمة واللحن والإنتاج خاصة أن الفترة الماضية شهدت هروب أكثر من مائة منتج أغانى وتبقي السوق أربعة فقط بخلاف موجة بيع التراث ولابد من حماية المنتج الغنائى من القرصنة حتي يستمر وينتج لأن ما يصرفه يسرق من أول يوم وطالب بمطاردة الأصوات التي دخلت خلسة لعالم الغناء لأن الكلمة أكثر تأثيراً من خطب الزعماء في نفوس الناس وخاصة الأطفال والشباب. أكد سيد مدبولى، رئيس قطاع التسويق بصوت القاهرة، اللجنة دورها إعادة اكتشاف التراث وتقديمه بشكل جديد مع اكتشاف المواهب الشابة وتقديمهم في شكل مختلف من حيث الكلمة واللحن. وأضاف: نعيد استغلال التراث المخزون لدينا في ثوب جديد، وهناك مفاجآت جديدة في الطريق.