أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني حول الاستعانة بالمدارس الخاصة لتخفيض كثافة الفصول بنظيرتها الحكومية، ردود أفعال متباينة بين المهتمين بالتعليم. برر الوزير توجهاته لحل الأزمة، بوجود 884 مدرسة مغلقة تحتاج لصيانة شاملة، بالاضافة إلي وجود مناطق محرومة من التعليم تحتاج إلي بناء 33 ألف فصل جديد، مشيرا إلي أن حل أزمة كثافة الفصول بالمدارس الحكومية، يحتاج إلي بناء 530 ألف فصل جديد حتي عام 2018، وتحتاج إلي 52 ألف فصل آخر لإلغاء الفترة الثانية بالمدارس، وتتكلف كلها حوالي 40 مليار جنيه. ويؤكد د. رضا مسعد نائب رئيس جامعة دمياط ووكيل أول وزارة التربية والتعليم الأسبق، أن حل المشكلة يحتاج إلي أفكار غير تقليدية تستهدف بناء 10 آلاف مدرسة سنويا وليس 300 مدرسة فقط، لمواجهة الزيادات السنوية في أعداد الطلاب، ولحل أزمة كثافة الفصول التي تجبر أولياء الأمور علي الهروب للمدارس الخاصة. ويؤكد «مسعد» أيضا أن الوزارة فقدت السيطرة علي المدارس الخاصة والدولية لفترات طويلة، وأدي ذلك إلي ارتفاع مصاريفها الدراسية لأرقام مبالغ فيها، وترك أمورها لأفراد غير تربويين يديرون العملية التعليمية بها. ورفض «مسعد» حلول الوزير للأزمة، مؤكدا أنه من غير المجدي الاعتماد علي المدارس الخاصة لحل أزمة الكثافة بالمدارس الحكومية، لأن المستثمر يهمه في المقام الأول تحقيق الربح، مشدداً علي أن حل المشكلة يتطلب إعداد مشروع قومي تشارك فيه كل الوزارات المعنية والجهات المانحة، والحصول علي قروض طويلة الأجل لبناء المدارس التي نحتاجها حتي لا نكون تحت رحمة المستثمرين في هذه القضية التي تعتبر صميم الأمن القومي المصري، مؤكدا أن الحل الذي طرحه الوزير بالاستعانة بالمدارس الخاصة سبق طرحه من قبل وتأجل تطبيقه نتيجة المشاكل المترتبة عليه.