لقد كان أغلب أوقات القرون الأربعة عشر الأخيرة الدول العربية فى كيان وجدوى ولقد بدأ ذلك من عصر الخلفاء الراشدين واستمر خلال الدولة الأموية والدولة العباسية ، ولم تنفصل عقد هذه الوحدة إلا فى الفترات التى حكمت البلاد فيها بحكام فرديين التوجه لا يعون الا لمصالح الشخصية أو حكام من المماليك او استعمار غربى ممثلاً فى مؤتمر سايس بيكون الذى أدي الى تقسيم واستعمار الدول العربية. ولقد قامت محاولة لبدء الوحدة العربية بعقد وحدة بين مصر وسوريا بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر ولكن سرعان ما أجهضت هذه الوحدة للأسباب التالية: تدخل نفوذ بعض الملوك العرب الخائفين من الوحدة حيث قاموا برشوة بعض الضباط السوريين وساعد على انفصام الوحدة اتجاه مال عبدالناصر لتطبيق النظام الاشتراكى فى قطرى الوحدة وهو اتجاه لم يرق للإخوة السوريين لظروفهم الخاصة فانقصمت الوحدة بعد فترة وجيزة. وان الثوات العربية التى بدأت بتونس وأعقبتها مصر حتماً سوف تنتشر فى جميع بقاع الدول العربية الأخرى وسوف تقوم بتنقيتها من الممارسات الأنانية ولقد عاد مع الثورة الشعور القومى مما يبعث على الأمل فى تحقيق وحدة ثابتة هذه المرة ويمكن ان تبدأ الدول العربية المحررة بالثورة بوحدة اقتصادية مثل دول أوروبا ثم تتجه تدريجياً نحو الوحدة السياسية ان الدول العربية بحدتها يمكن ان تتحول الى احدى الدول الكبرى فى العالم. فلندع الله ان يكلل الله الثورات العربية بالنجاح حتى يتهيأ المناخ المناسب للوحدة العربية.