كثيرا ما نري ونشاهد العديد من الجوائز يتسلمها فنانون في مختلف المجالات سواء في الغناء أو الدراما أو السينما، ويقال كثيرا إن هذه الجوائز تسلمها النجوم بعد استفتاء من الجمهور.. ولكن دون سابق معرفة بكيفية التصويت أو الأساس الذي تم عليه، حتي اصبح الواضح للنقاد والجمهور ان هذه الجوائز أمثال «الدير جيتس والميما والمجلات والمؤسسات» تهدي عن طريق وجهات نظر القائمين علي هذه المؤسسات ومايحقق لها الدعاية والخدمات التي تريدها،حتي ولو كان بالفعل من ضمن الحاصلين علي هذه الجوائز مطرب او فنان يستحق التكريم علي عمله طوال العام،في هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد وكبار الموسيقيين عن آرائهم ونظرتهم في جوائز عام 2015 سواء علي مستوي الأغنية أو الدراما أو السينما. الموسيقار الكبير حلمي بكر قال: بالنسبة للغناء هذا العام لا أجد فيه ما يؤهل أحدا لاستلام جوائز أو تكريمات، ليس لأن مستوي الأعمال هابطة، ولكن بسبب التشابه الكبير بين الألبومات وبعضها، فلم أسمع شيئا جديدا مبهرا يحقق الاختلاف، ولكن هذا لا يمنع أيضا أن هناك من اجتهد وقدم غناء علي مستوي جيد، أما بالنسبة لنتائج هذه الاستفتاءات فهي عبارة عن مصالح ودعاية للمؤسسات التي تطرح هذه الاستفتاءات أو تقوم بعمل حفلات تكريم كبيرة من أجل منح الجوائز للفنانين، فنجد هذه الجوائز والاستفتاءات تذهب لأصحاب الأعمال التي تحقق ربحا ماديا بغض النظر عن محتواها الفني ولذلك لا نجد جديدا، فما نشاهد حوله الأحاديث والدعاية الكبيرة هو غالبا ما يحصل علي الجوائز وأشعر أن الجمهور في كثير من الأحيان يتعجب مما يشاهده وهذا ما يجعل هذه الجوائز والاستفتاءات فاقدة للمصداقية. الناقد طارق الشناوي قال: هذه الجوائز، يكون من ضمنها مجموعة من الفنانين يستحقون التكريم بالفعل ولكن ايضا منهم من يوجد حوله علامات استفهام، ولكن لا شك أن هذه الجوائز لها اغراض تجارية ودعائية بعيدة عن كونها تكريما أو القاء الضوء علي الأعمال الجيدة طوال العام، ولكن لإعطاء كل ذي حق حقه، هناك مجموعة من الأسماء في هذه الجوائز تستحق التكريم علي أعمالها ومجهودها طوال العام، ولكن بشكل أو بآخر لا يمكن سؤال هذه المؤسسات او محاسبتها لأنها مؤسسات خاصة، والجمهور في النهاية لا يصدق هذه الجوائز او يعتبرها تكريما حقيقيا الا اذا كانت جائزة من الدولة . ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس: هذه الجوائز والاستفتاءات تكون من مؤسسات خاصة دعائية وهم يفكرون بمنطق خاص بهم وهو معرفة الأعمال التي حققت صدي جيدا مع الجمهور وحققت نسبة مشاهدة عالية وبعدها يكرمون أصحابها ويهدونهم الجوائز لأن هذا سيأتي عليهم بجانب دعائي كبير، خاصة إذا كان المكرمون نجوما من الصف الأول، بمثال المجلات الصحفية أو الفضائيات التي تقوم بتكريم هؤلاء النجوم فهم يريدون توطيد علاقتهم بهم عن طريق وضعه في المركز الأول في استفتاء او تكريمه كنجم العام في حفل كبير، وفي النهاية هم يختارون العمل الأكثر صدي مع الجمهور والنجوم الذين يتمتعون بشعبية كبيرة، ولكن الأزمة الحقيقية من وجهة نظري أنهم يوجهون أنظارهم للأعمال التي تحقق صدي فقط،بغض النظر عن محتواها أو قيمتها الفنية، ولذلك من الممكن ان تقوم هذه الاستفتاءات أو الجوائز بتشجيع انتشار الفنون الهابطة مثلما حدث في السينما منذ عام 2011 وحتي الآن. وقال السيناريست تامر حبيب: ما يحدث بعيدا تماما عن الفنانين، فالجهة المنظمة لهذه الجوائز تقوم بالاتصال بالفنان وتدعيه لاستلام جائزته وبالتالي من المستحيل أن يرفض في ظل الوقت الذي ينتظر فيه تتويج مجهوده وشعوره بما يقدمه لجمهوره، وأعتقد ان هذا يشكل نوعا من الحافز لدي الفنان علي العمل اكثر والإنتاج أكثر في الوقت الذي يعاني فيه الفن بشكل عام من حالة ركود إنتاجي، ولكن لا شك أن هذه التكريمات كما تخدم الفنان من الجانب المعنوي تخدم أيضا الجهات المنظمة لها من حيث الجانب الدعائي، وبشكل عام لا أجد فيها خطورة علي المستوي الفني، لأن الجمهور في النهاية يعلم من هم الفنانين الذين اجتهدوا في اعمالهم وقدموا أعمالا تستحق التكريم، ومن له يد فيما يحصل عليه من جوائز بطرق بعيدة عن الاجتهاد والإبداع في العمل. السيناريست أيمن سلامة قال: نحن كفنانين أو مؤلفين أو مطربين ليس بوسعنا الحديث عن الجهات المنظمة لهذه الجوائز، لأن الفنان عندما يشعر أن الجائزة التي يحصل عليها غير مشروعة لن يذهب لاستلامها، خاصة أن من يبحثون عن الجوائز بشتي الطرق يعرفهم للجمهور، وبالتالي أي جائزة مشكوك في مصداقيتها تعود علي الحاصل عليها بالسلب وليس الإيجاب، ولذلك لابد ألا نضع كافة الجوائز والاستفتاءات علي مائدة واحدة، فهناك جوائز تعطي لمستحقيها، وهذا الأمر أصبح جزءا من الساحة الفنية ولكن من المستحيل إقناع الجمهور بعمل هابط علي حساب عمل يحمل إبداعا حقيقيا. ومن جانبه أشار الموزع الموسيقي محمد مصطفي أن الجمهور من المستحيل خداعه وإقناعه بفنان أو مطرب بعيد عن الموهبة أو عمل سيئ، وقال: كثيرا من هذه الجوائز وهمية هناك جوائز واستفتاءات معروفة لدي الناس أنها بعيدة تماما عن المصداقية، وهناك جوائز تكون صادقة وهي التي تأتي عن طريق استفتاء واضح بين الجمهور، وفي النهاية أعتقد أن الناس من الصعب خداعها بموهبة مزيفة او عمل فني هابط.