«القصب.. القصب.. والقصب عاوز ميه ياواد» بهذه الكلمات تنطلق حناجر سكان القرى الصعيد، للغناء لمحصول قصب السكر، الذى بات له مكانته فى الموروث الشعبى المصرى، الذى يسجل لنا الكثير من الأغانى التى تتردد مع بداية ونهاية موسم كسر القصب، أو موسم الخير، كما يطلقون عليه فى الصعيد، مثل قولهم: «القصب القصب حلاوته السنة ديه ياواد .. القصب كسرناه .. ع المصنع رحلناه .. وعريسنا ودخلناه وعروسته السنة ديه ياواد». ومن المعروف أن كسر القصب، الذى ينطلق موسم عصره وتحويله إلى سكر هذا الأسبوع، بمختلف مصانع السكر المصرية، هو موسم للخير فى كل قرى صعيد مصر وموسم للخطبة والزواج. وصار موسم كسر القصب ، بمثابة احتفال شعبى، تقدم خلاله فرق المزمار والطبل البلدى والخيول، عروضها داخل مصانع سكر أرمنت بجنوب المحافظة احتفالا بانطلاق موسم جديد لكسر وعصر القصب فى المحافظة التاريخية - التى تضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر لملوك وملكات الفراعنة – والتى يطالب سكانها فى كل عام بأن يتحول موسم كسر القصب إلى مهرجان سياحى، كما يشارك محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان، ومدير أمن المحافظة اللواء صلاح حسان، فى احتفالات مماثلة تقام بالمحافظة التى تحتوى على 120 ألف فدان من زراعات القصب هذا العام . وينطلق موسم كسر القصب، فى الصعيد، هذا العام ، وسط الحديث عن صعوبات تواجه مصانع السكر، التى لم تتمكن حتى اليوم، من تسويق وبيع منتجاتها من السكر، وبحسب قول القائم بأعمال الفلاحين، العمدة رشدى عرنوط، فإن هناك كميات من السكر مخزنة حتى اليوم فى مصانع أرمنت وإدفو وكوم امبو وغيرها، دون بيع، لكنه قال إن أزمة بيع وتسويق السكر المنتج فى الموسم الماضى أقل حدة من أزمة الموسم قبل الماضى . وقال «رشدى عرنوط» إن هناك مطالب عدة لزراع قصب السكر فى الصعيد من أهمها زيادة سعر الطن من 400 جنيه إلى 500 جنيه هذا العام، وعدم تكرار معاناة الزراع التى جرت فى الموسم الماضى والتى تمثلت فى تأخر صرف مستحقاتهم لدى مصانع السكر قرابة 8 أشهر كاملة .