د ب أ "القصب .. القصب .. والقصب عاوز الميه يا واد " بهذه الكلمات تنطلق حناجر سكان القرى بصعيد مصر، للغناء لمحصول قصب السكر الذي انطلقت عملية حصاده هذه الأيام. وبات لمحصول القصب مكانته في الموروث الشعبي المصري ، حيث يردد المصريون الكثير من الأغاني مع بداية ونهاية موسم كسر القصب ، أو موسم الخير ، كما يطلقون عليه في صعيد مصر ، مثل قولهم : " القصب القصب حلاوته السنة ديه يا واد .. القصب كسرناه .. ع المصنع رحلناه .. وعريسنا ودخلناه وعروسته السنه ديه ياواد "، وتشير هذه الأغاني إلى أن موسم كسر القصب في الصعيد المصري ، هو موسمُ للخطبة والزواج، فأسر كثيرة في صعيد مصر تنتظر الموسم، للحصول على القيمة المادية من مصانع السكر، لتوفير نفقات خطبة أو إتمام مراسم زفاف لأبنائها. وتحتل زراعة القصب مكانة خاصة ، في قلوب مواطني قرى صعيد مصر خاصة مع بدء موسم حصاده ونقله إلى مصانع السكر التي تنتشر بمحافظات الجيزةوالمنيا وسوهاج وقنا والأقصر واسوان، ومن المعروف أن حصاد القصب، الذى ينطلق موسم عصره وتحويله إلى سكر هذا الأسبوع ، بمختلف مصانع السكر المصرية ،هو موسمُ للخير في كل قرى صعيد مصر التي تمتد زراعات القصب فيها من المنيا شمالا حتى أسوان جنوبا. ويعتبر القصب في صعيد مصر "موسم الخير" للجميع لمن يملك أرضا ويزرع قصبا، ولمن لا يملكون أيضا، فالفقراء الذين لا يملكون أرضا ينتظرون موسم كسر القصب لإطعام مواشيهم من "قلوحه"، وينتظره العمال البسطاء للعمل في تحميله وفي كسره أحيانا، وصار موسم كسر القصب ، بمثابة احتفال شعبي، يشارك فيه مسؤولون كبار في المحافظات المصرية، إذ يشارك محافظ الأقصر ، الدكتور محمد بدر ،ومدير أمن المحافظة ، اللواء عصام الحملي، في احتفالات شعبية، تقدم خلالها فرق المزمار والطبل البلدي والخيول، عروضها داخل مصانع سكر أرمنت بجنوب المحافظة ، اليوم الأحد ، احتفالا بانطلاق موسم جديد لحصاد وعصر القصب في محافظة الاقصر التاريخية، التي تضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر لملوك وملكات الفراعنة، والتي يطالب سكانها في كل عام بأن يتحول موسم حصاد القصب إلى مهرجان سياحي.