استمرارًا لتطورات وتبعات الأزمة القائمة بين السعودية وإيران، أرسلت طهران برسالة إلى مجلس الأمن الدولي أعلنت فيها عن أسفها للاعتداء على السفارة السعودية، وتعهدت فيها بعدم تكرار الاعتداء على البعثات الدبلوماسية. وقالت في الرسالة إيران إنها ستقوم بكل الجهود لاعتقال ومحاكمة المتورطين في الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية، وذلك بعد ساعات من قرار السعودية قطع العلاقات مع طهران وطرد دبلوماسييها. يقول السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان رسالة الاعتذار التى وجهتها ايران الى السعودية ، هو اعتراف بالخطأ الذى ارتكبته ايران بحقها بحرق البعثتين الدبلوماسيتين التابعة للسعودية بايران . واشار فى تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، إلى أن هذا الاعتذار خطوة ايجابية وبداية سليمة لبناء علاقات بين البلدين مرة اخرى، موضحًا أنه ليس من مصلحة أحد تصاعد الموقف أو زيادة التوتر فى المنطقة. وأضاف مرزوق بان البعثة الايرانية قد قدمت الاعتذار للسعودية امام مجلس الامن نتيجة لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واعتبار مجلس الامن وسيطا بين الدولتين. وعلق مساعد وزير الخارجية الاسبق على ان الاعتداء على البعثات الدبلوماسية تؤدى الى مسئولية دولية على الدولة التى ارتكبت الجرم، وما يترتب على ذلك من تبعات سياسية وطلب السعودية منها بتعويضات نتيجة الحسائر الفادحة المادية. وأشار إلى أن الرياض طلبت من طهران الالتزام بحماية المنشئات الدبلوماسية ، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لاى دولة اخرى اذا ارادت ايران حل الازمة . واعتبر السفير محمد منسى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن اعتذار إيران للسعودية هو اجراء ضرورى، وكانت لابد من أن تتخذه ايران للاعتراف بخطئها التى ارتكبته بحق السعودية. واوضح أن السعودية قدمت شكوى لمجلس الامن ضد الانتهاكات التى ارتكبتها ايران بحقها، وهو ما دفع إيران لتقديم اعتذار رسمي لها امام مجلس الامن حتى لايتصاعد الامر بين البلدين. واعرب مساعد وزير الخارجية السابق، عن امله فى ان تقبل الرياض الاعتذار و يصبح بداية لتخفيف حدة الصراع الدائر بين البلدين وان يتم تسوية الامور والعلاقات بينهما حتى نستطيع حل ازمة سوريا واليمن، واصفًا الاعتداء الايرانى على القنصلية والسفارة السعودية بأنه عملا همجيا مخالف للمواثيق وقواعد القانون الدولى . وذكر السفير ابراهيم يسرى، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن اعتذار ايران للسعودية، هو إجراء بروتوكولى بين الدول، نتيجة الانتهاكات الخطيرة التى ارتكبتها طهران بحرق السفارة والقنصلية السعودية . وأضاف أن اعتذارها جاء أيضًا، لخوفها من أن تفقد مصالحها مع السعودية، فحاولت تسوية العلاقات. وقال أحمد دراج، المحلل السياسى، القيادي بتحالف 25/ 30 إن تقديم إيران اعتذار للسعودية عن طريق مجلس الأمن، لأنه هو الذي يبت في الصراعات بين الدول، مشيرًا إلى أن الرياض ستطالب ايران بتعويضات ازاء الاعتداء على سفارتها بطهران.