بقلم: أحمد رزق منذ 42 دقيقة 29 ثانية بعد مرور 72 ساعة التقط العالم أنفاسه خشية أن يسقط حطام القمر الصناعى يوراس فى أى منطقة مأهولة بالسكان، فقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تحطم القمر إلي 26 قطعة عند بلوغه الغلاف الجوى وسقوط بعض أجزائه بالمحيط الهادي أمام مدينة كالغارى بكندا ليسدل الستار على واحد من الاقمار الصناعية الشاردة التى تم استعادتها إلي الارض منذ 30 عاما، لكن اذا نجحت أمريكا فى رصد قمرها الذى خرج من الخدمة فمتى تهتم مصر بالكشف عن مصير قمرها الصناعى إيجيبت سات 1 والذى اختفى منذ عام تقريباً؟ القمر الصناعى الأمريكى لم يحظ باهتمام ناسا فقط بل كل مراكز البحث على مستوى العالم كان ترصده حتى الهواة تمكنوا من التقاط مقاطع فيديو لحظة دخوله الغلاف الجوى حتى أشقاؤنا فى السودان تمكنوا من رصده ورجحوا فرضية سقوطه فى منطقة غير مأهولة لديهم وهو الأمر الذى لم تنفه ناسا إذا أعلنت بوضوح استحالة تحديد مكان السقوط وأنه سيعبر الساحل الشرقى لأفريقيا على المحيط الهندى ثم المحيط الهادى عبر شمال كندا ثم المحيط الأطلسى الشمالى إلي نقطة على غرب افريقيا. الوكالة الأمريكية قررت استعادة القمر الذى خرج من الخدمة عام 2005 بعد 14 عاماً من الخدمه، حيث تم استخدامه فى قياسات دقيقة للغلاف الجوى العلوى والاشعاع الشمسى، مثل دراسة التكوين الكيميائى للغلاف الجوى على ذلك الارتفاع، كما ساعد العلماء فى الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بثقب الاوزون، واذا تكلف تصنيعه 750 مليون دولار ووزنه يبلغ 6 أطنان فإنه وكما نقول أوفى الغرض منه ولم يتركه العلماء شاردا فى الفضاء الخارجى. لكن إيجيبت سات الذى تم إطلاقه فى17 أبريل 2007 من قاعدة باكينور لاطلاق الصواريخ بكازخستان والذى تكلف تصنيعه على يد علماء اوكرانيين 6 ملايين دولار و11 مليوناً قيمة أبحاث ورواتب وإقامة للخبراء والمهندسين و3 ملايين تأمينا والقمر كان يلتفط صوراً وخرائط بدقة 8.7 متر ويكلف مصر 35 مليون دولار سنويا. وكانت هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء أعلنت فى اكتوبر من العام الماضى خروج القمر عن سيطرة أجهزة التحكم فى موقع للبرنامج الفضائى المصرى، وبعدها أطل علينا الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى السابق مشددا على مسئولية أوكرانيا فى إعادة القمر إلى مساره، وأنهم طلبوا مهلة ودلل على سابقة خروج القمر على مساره مرتين سابقتين واستعادته مرة أخرى ومضت الايام والشهور ولم يعد القمر..! وهرب العلماء المصريون الذى تم تدريبهم فى أوكرانيا إلى الدول العربية التى تملك اقمارا صناعية ،حيث المال والاهتمام. الأجهزة الرقابية فى النظام السابق ومنها جهات سيادية أجرت تحريات فى الواقعة بعدما تردد ان اسرائيل ربما خطفت القمر الصناعى..! لأنه كان يرصد تحركاتها كما تردد ان هناك عيوباً فى التصنيع، فلماذا لم تستكمل التحقيقات إلى الآن؟ فالدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى عليه الإجابة خاصة أن القمر الصناعى كان يوفر لنا 35 مليون دولار ندفعها إلى لاندسات الأمريكية وسبوت الفرنسية للحصول على صور ومعلومات بحث متخصصة عن الاراضى والصحراء الغربية، كما كنا نحصل عن معلومات عن ممر التنمية الذى تبناه الدكتور فاروق الباز. فهل حكومتنا الرشيدة لديها من الوقت لبحث هذا الملف العلمى قبل ان يغادر كافة الخبراء الذين اعددناهم او يعتزلوا هذا النوع من العلم بعد مرور اكثر من عام بدون عمل؟ وما مصير المال العام الذى تم انفاقه؟ أم أنه مبلغ تافه إذا ما قارناه مع ما يتم الكشف عنه لدى اركان النظام الفاسد. وهل يمكن ان نرى إيجيبت سات 2، أم أن ذلك الحلم الفضائى ولى مع سقوط النظام الذى وصفناه بالفاسد؟ [email protected]