ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، أن فرع تنظيم القاعدة في الصومال نشر فيديو لتجنيد مسلحين في صفوفه أمس الجمعة، واستغل فيه التصريحات العنصرية المعادية للمسلمين التي استخدمها المرشح الجمهوري لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، التي قال فيها "إنه يجب منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة". وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على نسختها الإلكترونية، إن "الفيديو الذي نشرته حركة الشباب المسلحة هو الفيديو الأول على ما يبدو الذي يظهر فيه ترامب كمادة لتجنيد الجهاديين". كانت هيلاري كلينتون المرشحة للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، قالت أثناء مناظرة الشهر الماضي "إن تصريحات السيد ترامب استخدمت في مقطع فيديو لتنظيم داعش الإرهابي وهو زعم ثبتت عدم صحته لاحقًا"، ولم يرد ممثلون عن حملة ترامب على طلبات للتعقيب أمس الجمعة. والفيديو الأخير - بحسب الصحيفة - هو حلقة في سلسلة من الفيديوهات المخصصة لجهاديين أمريكيين من أصل صومالي من منيسوتا ولكندي مات في معركة في الصومال، وقد استوثق من صحة ذلك الفيديو موقع سايت الاستخباراتي الذي يدرس الدعاية الإعلامية للجهاديين على "الإنترنت" ويبدو أن هذا الفيديو يستهدف الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية. وتعلل الفيديو ب"الظلم التاريخي" الذي تعرض له الأمريكيون من أصول إفريقية، بما في ذلك عنف الشرطة ووحشيتها وعنصريتها ليحثهم على اعتناق الإسلام والجهاد داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، وتضمن الفيديو، الذي تبلغ مدته 51 دقيقة، تصويرًا لضباط شرطة بيض وأمريكيين من أصول إفريقية يتظاهرون ضد وحشية الشرطة وأمريكيين من أصول إفريقية في السجن. وباستخدام تصوير لانور العولقي الأمريكي من أصول يمنية الذي قتل في غارة لطائرة دون طيار عام 2011، أشار الفيديو إلى أن الولاياتالمتحدة تسيطر عليها "كراهية خبيثة" للإسلام محذرًا المسلمين الأمريكيين من سحب كثيفة تتجمع في آفاقهم. وتضمن الفيديو تصريحًا للعولقي، قال فيه إن "أمريكا كانت أرض الاستعباد والتمييز العنصري والإعدام التعسفي وغدا ستصبح أرض الاضطهاد الديني ومعسكرات التجميع". وتضمن الفيديو صورة لترامب أمام ملصق كتب عليه شعار حملته الانتخابية "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى". ثم يعاود العولقي الظهور في الفيديو ليقول "إن الغرب سينقلب في النهاية على مواطنيه المسلمين وأنه لم يعد هناك سوى خيارين أمام المسلمين هناك إما مغادرة أمريكا والعيش وسط المسلمين، أو البقاء هناك والقتال لنصرة الله". وقالت الصحيفة "إن تنظيم القاعدة بطريقة أو بأخرى هو المؤسسة الأم التي خرج من رحمها تنظيم "داعش" الإرهابي، ولكنه اختلف معها بشأن الاستراتيجيات في سورية، ويتنافس التنظيمان الآن على جذب المتطرفين من المسلمين وهي منافسة فاز فيها داعش خلال الأعوام الماضية.