اعتادت الجماعات الإرهابية فى الفترة الأخيرة إفساد أعياد رأس السنة وعيد الميلاد المجيد عن طريق استهدافهم لعدد من الكنائس المهمة، وأيضًا المهمشة منها لبث الفتنة بين نفوس الشعب. ناقوس خطر تلك الجماعات لم يتوقف عن الدق بل تستمر بالمضى قدمًا على أعتاب الدول العربية ولاتخرج منها ويديها خاوية من دماء المواطنين الأبرياء، فمنهم القتلى والجرحى والمصابين. استهداف تلك الجماعات للأقباط، منحت لمسيحي مصر رسالة جديدة ألا وهى حرصهم الشديد للتوجه لكنائسهم للاحتفال بعيد الميلاد، وطلب الرحمة لذويهم ضحايا التفجيرات الإرهابية فى الأعوام الماضية، حيث لم يكسر ذلك من عزيمتهم بل زادتهم قوة وإصرارا، ليودعون عامًا ويستقبلوا آخر بقلوب عامرة بالمودة والسعادة. "الذئاب المنفردة" تهديد جديد وجهه الإرهابيون في أعياد الميلاد، بعدما أعلن تنظيم داعش الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة به "فيسبوك" مخططه لاستهداف عدد من الأديرة والكنائس بمصر خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد من خلال مجموعة تسمى "الذئاب المنفردة" عن طريق تسريبها خرائط تفصيلية لبعض الكنائس، ومن بينهما كنيسة "البراموس" بوادى النطرون وقتل الرهبان. وأعرب عدد من الرموز القبطية، عن غضبهم من تلك التهديدات التى لا هدف لها سوى إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط، وشق صفوف الوحدة الوطنية بينهم. وأكد ميشيل فهمي، المفكر القبطي, أن التهديدات الأخيرة التي أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابى لن يلتفت إليها الأقباط لثقتهم الكبيرة في أن الله يحرس بيوته ودياره وكذلك ثقتهم الكاملة في الأجهزة الامنية في حماية مصر والمصريين من تلك المخططات، لافتاً إلى أنهم سوف يواجهون تلك التهديدات بطريقتهم الخاصة وهى تكثيف الحضور والتواجد بالكنائس في تحدٍ واضح لها. تفجيرات كنيسة القديسين عام2011 كانت التفجيرات الأعتف في تاريخ الأقباط، فلم يتطلب الأمر سوى 20 دقيقة مع بداية عام 2011 لينجح الإرهاب فى تنفيذ مخططه بتفجير كنيسة القديسين، حيث شهدت منطقة سيدى بشر بالإسكندرية حالة من الحزن التام يخيم على المدينة بأكملها وليست الكنيسة فقط، وتحولت مناسبة عيد الميلاد المجيد من دق اجراس العيد للاحتفال لترديد ترانيم صلاة الجنازة على أرواح الأبرياء. فيما أسفر تفجير كنيسة القديسين عن 21 قتيلا وحوالى 97 مصابا، حيث ترجع احتمالية تورط تنظيم "القاعدة" في تفجير الكنيسة، خاصةً أن التنظيم كان قد هدد في وقت سابق من العام الماضي باستهداف الأقباط في مصر، حال عدم الإفراج عن كامليا شحاتة ووفاء قسطنطين القبطيتين اللتين أعلنتا إسلامهما. وفى تاريخ 23 يناير 2011، كشفت سلطات التحقيق المصرية، عن منفذ تفجير القديسين وهو متطرف يدعى "أحمد لطفى ابراهيم" مرتبط بالتنظيم، تسلل فى سنة 2008 لغزه بعد ما اقتنع بفكرها عن طريق مواقعها على الانترنت، التى تحث الشباب إن الإعتداء على الكنائس و معابد المسيحيين و اليهود جهاد فى سبيل الله. مطرانية نجع حمادى 2010 شهدت محافظة قنا عقب صلاة عيد الميلاد المجيد عام 2010 حادثاً مأسوياً، حيث قام عدد من المسلحون ومسجلى الخطر بالاعتداءا على مطرانية نجع حمادى، وراح ضحية الحادث 7 مواطنيين بينهم شرطى مسلم. وعلى هذ الصعيد قد وجه الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى، إتهامة فى حكم المخلوع حسنى مبارك لعدد من رجال الشرطة ونوابًا بارزين بالحزب الوطنى، وذلك لتسهيلهم عملية الاعتداءعلى الأقباط. واشار كيرلس فى تصريحاته الصحفية إلى تلقى الأقباط تهديدات على الهواتف المحمولة قبل عملية الاعتداء بالنيران العشوائية على مطرانية نجع حمادى، لافتاً لمدى التقصير والتواطؤ، وغياب التأمين الشرطى لمراسم احتفال عيد الميلاد. اشتباكات الكشح 1999 كان النواح والعويل يخيم على احتفالات عيد الميلاد المجيد فى31 ديسمبر 1999، وهذه هى الحالة العامة لأهالى الكشح بمحافظة سوهاج ،حيث وصل صداها لأبعد مدى ليتحول تلك الإحتفال من تبادل الورود بين الأقباط بعضهم البعض بالكنائس لتوديع توابيت موتاهم المحملة على الأكتاف. وثعت مشادات بين تاجر قبطي وأحد الزبائن المسلمين ليلة رأس السنة، كان السبب وراء اندلاع مواجهات وصلت لإستخدام السلاح وإضرام النيران بعدد من المنازل والمتاجر التابعة للأقباط. وترك الحادث الغادر أثر كبيراً في نفوس الأقباط، حينما وقعت أحداث عنف واشتباكات أسفرت عن مقتل 20 شخصا من بينهم 19 تابعين للكنيسة القبطية واصيب حوالى 33 اخرون. وفى 2 يناير عام2000، بعد اندلاع المواجهات الطائفية في الكشح، قام المسئولون بتعدل اسم المدينة إلي دار السلام، ويرجع سبب تغيير الاسم إلى كون كلمة الكشح في لغة صعيد مصر "إضمار العداوة"، وتغييره قد يعطي إيحاء بروح جديد من التسامح فيما بين سكانها.