أوضحت دراسة علمية حديثة أن السير على نظام غذائي سليم يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض القلب. وقام باحثون من جامعة واشنطن بفحص أشخاص تمكنوا من ضبط نسبة السعرات الحرارية التي يحصلون عليها وتجنبوا تناول الأطعمة المعالجة بسلسلة من العمليات الصناعية المتعاقبة لعدد من السنوات. ويوضح الدكتور باسم ظريف استشاري القلب والأمراض الباطنة أن الدراسة التي نشرتها الأكاديمية القومية للعلوم إن الباحثين وجدوا أن صحة الأشخاص الذين تم فحصهم أفضل بكثير كما لو أن العمر عاد بهم إلى الخلف عشرات السنين حتى في حالة إحداث تعديلات بسيطة على الوجبات الغذائية فإنه قد يؤدي إلى تحسن صحة الأشخاص. وتشير الدراسة إلى أن السير على نظام غذائي محدد لفترات طويلة يمكن أن يقدم حماية قوية ضد أمراض القلب والسكري وسجلت الدراسة انخفاضاً شديداً في مستويات الكوليسترول الضار ومستويات مركب الترايغليسيريد الدهني وهناك تشابه كبير في قراءات ضغط الدم لدى الأطفال في سن 10 سنوات وغيرهم من الكبار في سن 50 عاماً. وقال البروفيسور جون هولوزي، من كلية طب جامعة واشنطن في سانت لويس والذي قاد فريق البحث: «لقد أصبح من الواضح الآن من خلال هذه النتائج أن ضبط السعرات الحرارية له تأثير وقائي قوي ضد الأمراض المرتبطة بالشيخوخة». لكن التأثير على المدى الطويل لمثل هذه الأنظمة الغذائية على الإنسان لم يتضح بعد. ويعتقد أن فريق البروفيسور هوزلي هو أول فريق يجري أبحاثه على أشخاص يسيرون على وجبات غذائية منخفضة السعرات الحرارية على مدار فترات طويلة. وقد سار من أجريت عليهم الدراسة ويصل عددهم إلى 18 شخصاً على هذا النظام الغذائي لمدة تتراوح ما بين 3 و 15 عاماً. وتناول هؤلاء الأشخاص أنواعاً مختلفة من الخضراوات والفاكهة ومنتجات الألبان وبياض البيض والقمح والبروتينات واللحوم وتجنبوا جميع الأطعمة المعالجة بما فيها الأحماض الدهنية غير المشبعة، بالإضافة إلى الحلويات والمشروبات غير الكحولية وركز العلماء على العوامل التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية وتعد السبب الرئيسي في الوفاة في الدول الغربية. نسبة منخفضة من الأنسولين فتركيز الأنسولين الذي يعد إحدى العلامات على خطر الإصابة بالسكري سجل هو الآخر انخفاضا مقداره 65 بالمائة عن المعدل عند الأشخاص الذين يسيرون على أنظمة غذائية طبيعية وأن ضبط نسبة السعرات الحرارية عملي وله تأثير كبير على خطر الإصابة بتصلب الشرايين والسكري». ويضيف الدكتور باسم ظريف تناول كميات ضئيلة من الملح يساعد على تفادي الإصابة بأمراض جهاز الدوران بالربع والأمراض القلبية الخطيرة بالخمس، حسب ما أظهرتها دراسة طبية جديدة. فنسبة الملح المثلى التي ينصح تناولها هي 6 غرامات يومياً وطالما حذر الإخصائيون من أن تناول كميات كبيرة من الملح يزيد من أخطار الإصابة بمرض ارتفاع الضغط الدموي الذي يزيد بدوره من إمكانية الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات. أما هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية تستدل بالبراهين التي يربط بين الملح وأمراض القلب، وتقيس الضرر الذي قد يخلفه الملح على صحة الإنسان. وتوضح الدراسة أن الناس الذين ينقصون من كمية الملح المستهلكة في حميتهم، ينقصون بذلك إمكانية الإصابة بأمراض متعلقة بالقلب بنسبة 25% خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة من أعمارهم أما أخطار الموت بسبب أمراض القلب، فتتقلص ب 20%. وقال البروفيسور غرايم ماكغريغور، وهو مستشار طبي إخصائي في أمراض القلب في مستشفى سانت جورجس بلندن «إن هذه الدراسة مهمة للغاية. إنها تظهر بأن الناس الذين يخفّضون من استهلاكهم للملح يقلصون إمكانية إصابتهم بأمراض القلب، أو الجلطات، أو الإخفاقات القلبية. إنه لم تكن لدينا أدلة كافية من قبل». واستطرد البروفيسور ماكغريغور يقول: «إننا نتحدث عن تقليص طفيف في كمية الملح المستهلكة لكن له تأثير كبير على تقليص الخطر» وأن ثلث أرباع الملح الذي نأكله موجود في الطعام الذي نشتريه وأن 6 جرامات من الملح نسبة سهلة البلوغ إذا ما انتقى الناس ما يستهلكونه ويقول إن العبء الآن يقع على صناع المواد الغذائية للحد من كميات الملح المستخدمة في الأطعمة التي يصنعونها.