اكد خبراء فى الشئون الافريقية أن ما قامت به اثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق قبل يوم واحد فقط من استئناف اجتماع القمة الثلاثية لوزراء الرى والخارجية بالخرطوم، يؤكد بشكل قاطع سوء نية الجانب الاثيوبي تجاه المفاوضات مع مصر وانها تعتمد فى سياستها على استراتيجية المماطلة واستغلال عامل الوقت فى إلهاء مصر بمفاوضات لن تجدى نفعًا فى حين تقوم على الجانب الآخر بإنجاز السد على قدم وساق. وتوقع الخبراء فشل اجتماع الخرطوم وعدم الوصول الى حلول جذرية لإنهاء المشكلة خاصة ان ما قامت به اثيوبيا يعتبر رسالة قوية توجهها لمصر بأنها لن توقف بناء السد مهما كانت الاتفاقيات والمفاوضات، ضاربة عرض الحائط بكل بنود اتفاقية المبادئ والاتفاقيات التى وقعت بين الطرفين وتنص على وقف البناء فى السد لحين الاطلاع على الدراسات التى تؤكد عدم وجود ضرر يلحق بمصر. ونصح الخبراء، القائمون على ادارة الملف، بضرورة ترك المفاوضات واللجوء الى المحافل الاقليمية والدولية والاستعانة بالحلفاء و المعاونين من الدول الاخرى من اجل اثبات سوء نية الجانب الاثيوبي ومماطلته فى القضية وتعنته ضد الجانب المصرى من خلال اضراره بحق مصر فى مياه النيل، معتبرين ان القوانين الدولية تقف فى صف الجانب المصرى لأن اثيوبيا خالفت الكثير من البنود والاتفاقيات التى وقعت بين البلدين. قالت الدكتورة امانى الطويل، مديرة البرنامج الإفريقى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ان ما قامت به اثيوبيا من تحويل مجرى النهر قبل يوم واحد فقط من الاجتماع الثلاثى لوزراء الخارجية والرى بالخرطوم، رسالة لمصر بان المخطط الاثيوبي لم يتغير وسيسير بنفس الطريقة السابقة التى اعتمدت على المماطلة، مبينة أن هذه الخطوة تؤكد عدم احترام اثيوبيا لاتفاقية المبادئ التى وقعتها مع مصر والسودان. وقال الدكتور ايمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في الشئون الإفريقية، إن ما قامت به اثيوبيا يعد خطوة غير ودية تنم عن سوء نية وتخالف نص اعلان المبادئ الذى تم توقيعه بين البلدين بالاضافة الى اشتراك السودان فى مايو الماضى، وأكد ان الإقدام الاثيوبي على هذه الخطة دون الرجوع الى مصر او اخطارها بشأن نيتها على تحويل مجرى النهر يثبت انها تواصل نهجها فى المراوغة وفرضه على مصر، موضحًا ان الامر اذا استمر على هذا الحال فلن يجدى بشيء جديد فى المسار التفاوضى وهو ما يؤدى بالطبع الى فشل اجتماع الخرطوم الثلاثى لوزراء الخارجية والرى . ورأى «شبانة» أن مصر لم يعد أمامها طريق سوى «تدويل القضية» والاستعانة بكل حلفائها لفرض الضغط السياسي على اثيوبيا وبيان للعالم ان اثيوبيا من حقها انشاء السد ومصر لا تعترض على ذلك ولكن ايضًا دون تعرض مصر لضرر. واعتبر الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذه الخطوة تثبت ان اللقاءات والاجتماعات التى تعقدها اثيوبيا مع مصر ما هى الا لعبة سياسية لتهدئة مصر مع استكمال بناء السد، مبينًا ان اثيوبيا تحقق ذلك من خلال استنادها إلي عامل الوقت واستغلاله فى تضييع اكبر وقت ممكن فى مفاوضات تلهى بها مصر حتى تتمكن من بناء السد، بالاضافة الى إظهار نفسها كدولة متعاونة أمام المجتمع الدولى ما يمكنها من الحصول على مشروعية مصرية لبناء هذا السد. كشفت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، عن الحلول التى قد تلجأ اليها مصر فى حالة فشل اجتماع الخرطوم لوزراء الخارجية والرى، مؤكدة أنه فى حالة اثبات سوء نية الجانب الاثيوبي فعلى مصر ان توقف التفاوض معها على الفور وتلجأ الى البدائل الاخرى والتى تتمثل فى عملية الوساطة بالإضافة إلى اللجوء إلى المحافل الاقليمية والدولية،فضلا عن الاعتماد على القوانين الدولية التى تقف فى صف الجانب المصرى نظرًا لقيام اثيوبيا بالعديد من المخالفات للبنود التى وقعتها مع مصر والتى كان اخرها اتفاق المبادئ. واوضحت، أن ما قامت به اثيوبيا له تأثير سلبي ومؤشر على اعتزامها على عدم إبداء مرونة فى التفاوض مع مصر والاستجابة الى ميثاق المبادئ الذى نص على ضرورة تقديم الدراسات قبل الانتهاء من بناء السد، معتبرة أن اتخاذ هذه الخطوة قبل يوم واحد من المفاوضات يعطى انطباعاً بأن الجانب الاثيوبي يؤكد أن هذه المفاوضات لن يكون لها تأثير ولن تغير شيئاً من بناء السد.