النمر العربي الآسيوي .. مصطلح يأمل الكثير من المصريين إطلاقه على مصر خلال الفترة القادمة لما تمتلكه هذه الدولة من إمكانيات وطاقات هائلة وقادرة على وضع مصر في هذه المكانة خاصة بعد وجود شريك آسيوي جديد قد يكون بدلاً عن الشريك الغربي في الوقت الذي يسعى فيه اقتصاد مصر إلى دعم الدول الآسيوية للانطلاق مجدداً. واردات كانت السوق المصرية استقبلت واردات من دول النمور الآسيوية بقيمة 71 مليار جنيه خلال الفترة من يناير حتى أغسطس وفقاً لبيانات أعلنت عنها وزارة الصناعة والتجارة الخارجية مؤخراً، حيث تركزت هذه الواردات التي جاءت من الصين واليابان وإندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية في السلع الهندسية والالكترونية والغزول ومنتجات النسيج والملابس الجاهزة وبعض المنتجات الغذائية. وساهمت جمهورية الصين الشعبية في هذه الواردات بنحو 23 مليار جنيه وبهذا حصلت علي النصيب الأكبر في التصدير للسوق المصرية من بين مختلف الدول الاسيوية العربية وغير العربية. من جانبهم اعتبر بعض الخبراء أن جولات الرئيس مرسي في دول شرق آسيا لخلق شريك جديد للمنطقة العربية قد يكون أحد الوسائل الهامة التي يمكن أن تدفع بمصر خلال الفترة القادمة لتكون النمر العربي الآسيوي. القيادة والاستقرار بداية يقول هشام علي الخبير الاقتصادي والمدير السابق بإحدى شركات إدارة صناديق الاستثمار أن عودة مصر للقيادة فى المنطقة العربية واستعادة مكانتها الدولية يحتاج إلى العديد من المقومات الأساسية وعلى رأسها الاستقرار الداخلى والأمني، ومن خلال وجود أهداف إستراتيجية تحددها من خلال تعاونها مع الدول الواعده ومنها تركيا والصين وغيرهم. وأضاف علي ل "التغيير" أن وصول مصر لهذه المكانة يرتبط بالبعد الاقتصادي في توجهها نحو الشرق بعد الصعود الآسيوي الكبير خلال الفترة الأخيرة وانتقال مركز القوة الاقتصادية العالمية نحو منطقة شرقي آسيا بعد أن سيطر عليها الغرب لفترة ما. زيارات الرئيس وأكد أن زيارات الرئيس مرسي للخارج قد تدعم مصر في طريقها إلى هذه الأمنية التي يكاد يحلم بها كل مواطن وذلك من خلال إيجاد علاقات قوية مع دول العالم الخارجى وإبلاغهم أن هناك قيادة جديدة فى مصر، بالإضافة إلى أن زمن الاستسلام لأمريكا والغرب قد انتهى، فالسياسة الخارجية للرئيس باتت تعطي مؤشرات قوية لاستعادة مصر دورها الإقليمي والدولي، كما أن الحفاظ على العلاقة القوية لمصر بإفريقيا من خلال إقامة مشروعات مشتركة مع دولها تضمن الحفاظ على استمرار تدفق مياه النيل إلى مصر ومنها وصول مصر أيضاً إلى النمر العربي الأفريقي. أما أسامة محمد مدير عام بالبنك الأهلي المصري فيري أن وضع مصر ضمن قاطرة الدول المتقدمة بالعالم على سياق دول النمور الآسيوية من خلال الاستفادة بتجاربها في التنمية لتكون مصر نمر أفريقي جديد في الاقتصاد العالمي بل ونمر آسيوي مبدأ لابد للجميع أن يعمل من أجله وهو ما يحتاج إلى تكاتف جموع الشعب المصري حكام ومحكومين فهو أمر ليس بالمستحيل في ظل ما تمتلكه هذه الدولة من قدرات وموارد قوية. وأضاف محمد أن مصر يمكنها أن تستفيد من الصعود الآسيوي في فتح آفاقاً جديدة أمامها للاستفادة من النماذج الآسيوية للتنمية وخبرتها التكنولوجية وقدراتها الاستثمارية وفرصها التصديرية, فالدول الآسيوية خاصةً, تمثل نماذج مهمة للتكامل الإقليمي الناجح. قدرة وأكد أنه على مستوى القطاع المصرفي علي سبيل المثال فإنه أثبت قدرة الاقتصاد المصري وقدرة المصريين علي تحقيق ما يريدون تحقيقه وعلى الصمود في مواجهة الأزمات كما حدث على غرار الأزمة المالية العالمية والتي تأثر بها كبريات الدول العالمية في حين أن البنوك المصرية أفلتت من تداعياتها وإن كان بشكل نسبي. ولفت إلى أن السوق المصرفي المصري أيضاً من أكثر الأسواق التي تتنافس البنوك الأجنبية علي الاستثمار بها بعد تجربتها من خلال فروع بنوكها بها والتي حققت أرباحاً طائلة علي مدار السنوات الماضية.