«الميدان عاد لوضعه الأصلي قبل الثورة وقبل الباعة الجائلين»، هكذا قال اللواء الواقف أمام عدسة تلفزيون «الريادة» الحكومي! ثم ظهرت المذيعة لتحدثنا عن نزول «معالي» الوزير بنفسه لتطهير الميدان! معالي؟! البرنامج أشاهده بالصدفة علي «التلفزيون» الأرضي لخطأ في استخدام الحاكوم «الريموت» معربا، واسم البرنامج «في خدمة الشعب»، حيث يلتقون بمواطنين مقبوض عليهم ويشكرون الشرطة! شعب طيب قوي! عقلية الشرطة لم تتغير.. وإلى الآن لم نسمع عن خطة هيكلة الداخلية. لدينا مواطنين يبحثون عن «أمنهم» وليس «أمن الوطن»، وهناك فارق. فأن أبحث عن «أمني» يعني: «خلصنا من الباعة الجائلين ومش مهم حيكسبوا رزقهم منين» و«فض أي اعتصام فئوي يزعجني .. وليس لي دخل بمعتصم ضاع حقه وجاع أولاده واستنفذ كل الحيل فلم يجد إلا الاعتصام» و«اعتقل أي شخص كل ذنبه أن شكله غلبان أو ملابسه بسيطة ومش مهم تطبيق القانون أو الحريات»! الباحث عن «أمن الوطن» يدرك أن أمنه وأمن أسرته سيتحقق إذا عومل الجميع أمام القانون بشكل عادل، بصرف النظر عن هيئتهم أو طبقتهم! ولن يتحقق الأمن إذا طرد بائع جائل يسعى على رزق أولاده بدون إيجاد بدائل! ولن يتحقق أمن وطنه إذا كبتت الحريات ومنع المواطنين من التعبير عن آرائهم أو سمح بالاعتقال لمواطن يسعى في دفع ظلم وقع عليه! نعلم أن هناك بلطجية وهناك تجاوزات في التعبير عن الرأي، وندرك أن تحقيق الحرية والأمن معا هو التحدي الكبير. لكن قبول الظلم لتحقيق الأمن هو أسوأ الخيارات وأفشل الحلول! وما كتبت ما كتبت إلا «في خدمة الشعب»!