لم يمر قليلاً بعد لقاء فاروق العقدة محافظ البنك المركزي، بالرئيس محمد مرسي وكثرة الأقاويل بتولية رئاسة الوزراء حتى انتهي الأمر بنفي رئاسة الجمهورية لذلك حينما أكدت أن اللقاء تناول وضع القطاع المصرفي, في هذه اللحظة تردد اسم د. محمد أبو العيون المحافظ الأسبق للبنك المركزي والذي عرف بوقوفه ضد عاطف عبيد وجمال مبارك وتيار الفساد. ورغم أن طرح اسم أبو العيون جاء بقوة دون أن يخرج أي نفي لهذه التوقعات إلا أن ظهور اسم الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، في هذا التوقيت بشكل مفاجئ غير مسار التوقعات مجدداً ليكون العريان هو المرشح في هذه المرة لرئاسة الحكومة، ليخطف الأنظار من أبو العيون. ودعم هذه التوقعات ما كشفته مصادر مقربة من الرئيس محمد مرسي، إنه يدرس اختيار العريان لرئاسة الوزراء، باعتباره من خبراء الاقتصاد العالميين الذي يمتلك مزيدا من الخبرات التي تؤهله لإنقاذ الاقتصاد من عثرته الحالية. وكان الدكتور أحمد أبوبركة، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، قال في :"إن محمد العريان أبرز المرشحين لرئاسة الوزراء بقوة، وهو خبير اقتصادي كبير"، مؤكداً رفض المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، تولى منصب نائب رئيس الوزراء، أو أي منصب وزاري آخر. والعريان هو خبير اقتصادي، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة پيمكو العالمية، أكبر مستثمر سندات في العالم بحافظة قيمتها تتجاوز 1 تريليون دولار في مطلع عام 2010. عمل العريان لمدة 15 عاماً لدى صندوق النقد الدولي في واشنطن قبل تحوله للعمل في القطاع الخاص، حيث عمل كمدير تنفيذي في سالمون سميث بارني التابعة لسيتي گروب في لندن، وفي عام 1999 انضم إلى مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية، وله دراسات حول القضايا الاقتصادية والمالية العالمية. حياته العلمية حصل العريان على شهادته الجامعية العليا في الاقتصاد من جامعة كمبردج، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. حياته الشخصية ولد العريان من أم فرنسية وأب مصري، د. عبد الله العريان، الذي كان أستاذاً للقانون ثم قاضي في محكمة العدل الدولية. وعمه كان أ.د. أحمد العريان، أستاذ هندسة المواد في كلية الهندسة، جامعة القاهرة. ومحمد العريان متزوج من محامية ولديه ابنة وحيدة. ونال تعليمه في الولاياتالمتحدة ومصر وفرنسا وبريطانيا. وكان والده بروفيسور في القانون والتحق بالهيئة الدبلوماسية المصرية وقضى بداية السبعينات في فرنسا. ويقول العريان إن سلسلة من الصحف العالمية كانت حاضرة أمامه كل يوم، والتي كانت تغطي طيفاً واسعاً من الأخبار السياسية وأن هذه الصحف كانت تذكره دائماً بأن هناك العديد من الطرق للتفكير بالقضية ذاتها. ورغم أن العريان كان يأمل أن يصبح بروفيسور، إلا أنه أُجبر على العمل عندما توفي والده فجأة وعمره 60 عاماً، ليترك العريان الذي كان يبلغ آنذاك 23 عاماً يرعى والدته وأخته الصغيرة البالغة 7 سنوات, وبعد خبرة دامت 25 عاماً، يُعد العريان أحد أكثر المحللين الاقتصاديين والماليين المرموقين في العالم. وذهب تأثير الرجل ما وراء جدران غرفة مجلس الإدارة في شركته، لتصبح بيمكو واحدة من أربع مديري أصول يتم اختيارهم العام الماضي من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإدارة برنامج مجلس الاحتياط الفدرالي البالغ قيمته 500 مليار دولار لشراء أوراق مالية مدعومة برهون عقارية. خبراته السابقة عمل العريان كعضو المجلس الاستشاري الدولي لمجموعة بنك الكويت الوطني , كما أنه كان مسؤولاً عن الوقف الاستثماري لجامعة هارفرد والبالغ قيمته 35 مليار دولار، وحقق فيه عوائد قياسية بمتوسط 23% للسنة المالية وهي الأعلى في تاريخ الجامعة. كما عمل رئيساً تنفيذياً في مؤسسة جامعة هارڤرد التي تتولى إدارة صندوق المنح الجامعية والحسابات التابعة لها , وفاز بجائزة فايننشال تايمز وگولدمان ساكس في أكتوبر من عام 2008 عن كتابه عندما تتصادم الأسواق: استراتيجيات الاستثمار لعصر التغيير الاقتصادي العالمي أو «When Markets Collide» لأفضل كتاب يعنى بالأعمال التجارية. ووصف الكتاب بأنه إنذار جاء في الوقت المناسب للوقوف على التغيرات التي تحدث في عالم الأنظمة المالية والاقتصادية العالمية اليوم، ودعوة للمستثمرين الذين بدا أنهم وقعوا ضحية سوء تفسير المؤشرات الهامة لاتخاذ خطوة. ونال العريان جائزة قدرها 30 ألف جنيه إسترليني عن الكتاب الذي وضع خلاله الأحداث الأخيرة في سياق ملائم، ووفر الأدوات التي يمكن أن تساعد في فهم الأسواق، والاستفادة من التغيرات الاقتصادية العالمية، وإدارة المخاطر. كما أن كتابه هذا موجود على قائمة أفضل الكتب مبيعاً في صحيفتي نيويورك تايمز وستريت, وللرجل آراء واضحة في أزمة الاقتصاد العالمي، البطالة، التمويل الإسلامي، وارتفاع الذهب وغيرها. يذكر أن العريان كان له موقف واضح من الفساد عندما كان يحضر أحد اجتماعات الحكومة السابقة وقررت الحكومة إجراء بعض القرارات الفاسدة فأبدى استياءه ورحل بعدها إلى الخارج. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه كان من بين المرشحين لخلافة دومينيك ستراوس كان في رئاسة صندوق النقد الدولي.