في لقاء الدكتور مرسي أول أمس مع القوى السياسية، تحقق عملياً لدي مفهوم بناء الجماعة الوطنية المصرية، كما نظّر له المستشار طارق البشري، ولا أبالغ في وصف روح الاجتماع والمؤتمر من بعده والأجواء الراقية الناضجة بين المشاركين والحرص البالغ من الجميع على رأب الصدع والاصطفاف في مواجهة العسكر. لكني شعرت للمرة الأولى بوجود نية التصحيح وإرادة التوافق من الجميع وإمكانية تجاوز الخلافات الوهمية التي عطلت الثورة ومسيرتها عاما ونصف العام، وأننا ماضون على طريق بناء توافق وطني سياسي ثوري استناداً لمشروع الثورة، وبناء جسد حقيقي وقيادة ثورية منتخبة يمثلها الرئيس محمد مرسي وفريقه متعدد الانتماءات (والذي سيعلن عن تشكيله حين الإعلان الرسمي عن فوزه)، ومنهجة وتنظيم مسار الثورة وزخمها الانتفاضي وحراكها التصعيدي في أطر ناضجة بمظلة أهداف واضحة ورؤية واقعية قابلة للتحقق، وتفاوض جاد يجني ثمار التصعيد الثوري ويترجمها سياسياً بشروط التفاوض الصحيحة (فريق تفاوضي وليس تفاوض ثنائي، وجود زخم ثوري وضغط شعبي متزامن مع التفاوض لتعزيز الموقف التفاوضي، العلنية والشفافية والصراحة التامة). يتزامن ذلك مع روح ثورية طيبة تعبق أجواء الميدان رغم الحرارة الشديدة والمشاركة الإخوانية الواسعة وغياب "الخناقات" الميدانية المعتادة التي تفسد الأجواء وتربكها وتوترها، لتتكامل الشرعيات الثورية والميدانية والدستورية، وتتوافق الرؤى والأهداف، وتتعدد المسارات والخيارات والآليات بأريحية تامة وبنية للتكامل والتصحيح والتوافق .. أنا سعيد جداً ، والحمد لله :) ، وبس..