انتخب أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض اليوم في إسطنبول عبد الباسط سيدا رئيساً للمجلس خلفاً لبرهان غليون الذي قدم استقالته الشهر الماضي بعد أن قاد المجلس منذ تأسيسه في أكتوبر الماضي. وقال بيان للمجلس الوطني إن المجلس انتخب الناشط الكردي سيدا زعيما له، وذلك بعد حديث عدد من مسئولي المجلس -الذي يضم إسلاميين وليبراليين ومستقلين- عن توافق على اختيار عضو المكتب التنفيذي للمجلس عبد الباسط سيدا. وعقب اختياره رئيسا للمجلس الوطني أخبر سيدا قناة الجزيرة أن تحديات كبيرة تواجه المجلس، مضيفا أن العمل الآن سيكون على ترتيب البيت الداخلي وتوحيد الجهود، مؤكدا على التنسيق مع فصائل المعارضة. ويوصف سيدا بأنه رجل "تصالحي ونزيه ومستقل"، كما يترأس مكتب حقوق الإنسان في المجلس، ويحمل دكتوراه في الفلسفة، ولا ينتمي سيدا -المولود في مدينة عامودا ذات الأغلبية الكردية والواقعة شمال شرق سوريا عام 1956- إلى أي حزب، ويقيم في السويد منذ فترة طويلة. وسيكون من مهام سيدا إصلاح المجلس لجعله مُحاورا يتمتع بالمصداقية في نظر الأسرة الدولية، ومن قبل في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون أنهم لا يتمتعون بتمثيل كاف، والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الأرض لكنه لا ينسق مع المجلس. وفي نهاية مارس الماضي، اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني "ممثلا رسميا" للشعب السوري. وفي الاجتماع الأخير لأصدقاء الشعب السوري الذي عقد في أبريل الماضي تم الاعتراف بالمجلس "ممثلا شرعيا لكل السوريين". ومنذ إنشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا أو أسلحة أو قدم القليل للجيش السوري الحر، واعترف غليون بأن المجلس الذي يعاني من انقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن "بمستوى تضحيات الشعب السوري". ويتشكل المجلس -الذي تأسس مطلع أكتوبر الماضي- من الإخوان المسلمين و"إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي" إضافة إلى مستقلين، فضلاً عن بعض الأحزاب الكردية.