صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات مؤخرا ملحقا خاصا حول الموقف الإسرائيلي من التحركات والاحتجاجات في الأردن، جاء في مقدمة التقرير أن اندلاع الثورات في عدد من الدول العربية، خصوصاً تلك التي طالت الدول المجاورة ل"إسرائيل"، مثل مصر وسورية، والتي توقع بعض المحللين بأن تصل الأردن، خصوصاً بعد التحركات الداعية للإصلاحات السياسية في المملكة، جعل نسبة الأمن التي كانت تشعر بها "إسرائيل" تختلف عن النسبة التي كانت تعيشها في ظل الحكومات العربية السابقة. التقرير تحدث عن أن صناع القرار في "إسرائيل" يرقبون التحركات الداعية للإصلاحات السياسية في الأردن، ويحبسون أنفاسهم انتظاراً لنتائجها، ويبدون قلقهم من التطورات المشهد الأردني، فتغيير النظام في الأردن، القائم على الملكية الدستورية، يمثل تحدياً ل"إسرائيل"، لأنه يفضي إلى تغيير طابع العلاقات التي ظلت تربط "إسرائيل" بالأردن؛ فالنظام في الأردن يشكل حلقة أمان في المحيط الاستراتيجي ل"إسرائيل" منذ توقيع اتفاقية وادي عربة. التقرير خصص أيضاً ملحقاً خاصاً عن الموقف الإسرائيلي من التطورات على الساحة الأردنية، كما قام بعرض المواقف الإسرائيلية بكافة جوانبها من بداية حراك "الربيع العربي" حتى تاريخ صدور الملحق، وأبرز التقرير التحليلات والمقالات حول تأثيرات هذا الحراك على "إسرائيل". إسرائيل تفقد حلفاءها في البداية نقل التقرير عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحذيرها من "ضائقة إستراتيجية" قد تشهدها تل أبيب في ظل "فقدانها المستمر لحلفائها"، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التحرّك سريعاً لإيجاد مخرج ل "المأزق الحالي" وحلفاء جدد في المنطقة. الصحيفة العبرية تحدثت عن أن الأحداث في مصر وضعت إسرائيل في ضائقة إستراتيجية، إذ أنها بقيت بدون أصدقاء في الشرق الأوسط"، ونوهت بأن العزلة المتزايدة التي تواجهها تل أبيب في المنطقة والضعف البارز للولايات المتحدة سيضطران إسرائيل للبحث عن مخرج وعن حلفاء جدد. التقرير ذكر أيضاً بأن الإدارة الأمنية في إسرائيل أعربت عن قلقها البالغ من تداعيات ما أسموه ب "مفعول الدومينو وأحجاره المتساقطة الواحد تلو الآخر، وانتشار عدوى ما جرى في تونس ومصر إلى دول عربية أخرى في المنطقة. واعتبرت مصادر إسرائيلية أخرى، وفقا للتقرير، الوضع في مصر "معقد وقد يؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة"، فيما حذّرت نفس المصادر من مغبّة انتقال هذه الأوضاع إلى مناطق أخرى خارج الحدود المصرية. المصادر أكدت بأن "إسرائيل بقي لها شريكان إستراتيجيان في المنطقة هما الأردن والسلطة الفلسطينية، وكلاهما يضمنان الجبهة الشرقية لإسرائيل ويعملان على إحباط هجمات تستهدف إسرائيل، إلا أن العلاقات معهما معقدة". الاستنجاد بأمريكا التقرير ترجم ورقة بحثية صادرة عن موقع "قضايا مركزيه" ذكرت بأن جهات صهيونية نافذة بالإدارة الأمريكية طالبت بألا تترك واشنطن الأردن لمصيره، أو إثارة النزاع بين السياسيين ورجال الجيش، مثلما فعلت في مصر وتونس، في ضوء أنَّ الأردن هو حليف قديم للإدارة في واشنطن، وليس من الصدفة زيارة رئيس الأركان الأمريكي، مايك مولين، إلى عمَّان. وكشفت هذه الجهات عن إعداد ورقة عمل صهيونية عن الأوضاع في الأردن، وُضعت خلالها تقديرات عن احتمال انتقال أثر "الدومينو" إلى المملكة الهاشمية، نظراً لوجود معطيات خطيرة عن الضائقة الإقتصادية، ومعدلات البطالة العالية، والتخوّف من موت المفاوضات السياسية، والذي من شأنّه أنْ يجدد المقولة التاريخية بأنَّ الأردن هو فلسطين، وتسخين أجواء الفلسطينيين في الضفتين، ضد القصر الرئاسي في عمَّان. الحلول الإسرائيلية التحركات الإسرائيلية لمواجهة تمدد الحراك الثوري في الأردن جاءت مبكرة للغاية، حيث ذكر التقرير بأن رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال 'عوزي ديان' طالب بإنشاء الدولة الأردنية الهاشمية الفلسطينية الموحدة لحل المشكلة الفلسطينية على حد قوله. ودعا ديان المقرب من نتنياهو للتوصل إلى حل إقليمي للمشكلة الفلسطينية عن طريق إنشاء الدولة الأردنية الهاشمية الفلسطينية الموحدة وذلك كرد على التغيرات الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة. في الوقت نفسه تحدث التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو شارك في جولة تفقدية على طول نهر الأردن، ثم تحدث بعدها عن وجوب بقاء الجيش الإسرائيلي منتشرا على امتداد نهر الأردن في أي أوضاع وأي تسوية مستقبلا ما سيضمن أن تعيش دولة إسرائيل في مأمن. وأوضح نتنياهو أن الحدود الأمنية لدولة إسرائيل تقع في نهر الأردن وخط الدفاع يبدأ في غور الأردن فلا بديل له. وربط نتنياهو بين هذا المطلب الاحتلالي والهبات الشعبية في العالم العربي وتغيير عدد من الأنظمة فيها، فقال «إذا كان هذا الأمر (مواصلة احتلال غور الأردن)، صحيحا قبل التطورات الأخيرة في المنطقة فإنه صحيح اليوم أكثر من ذي قبل، إذ إننا نعيش الآن في عالم يمر بهزة كبيرة جدا والمنطقة حولنا برمتها تواجه في واقع الأمر حالة من عدم الاستقرار وزلزالا سياسيا وأمنيا لا نرى نهاية له حتى الآن. وفي هذه الحالة يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى توفير أسس متينة للأمن للذود عن حياض الوطن». ليبرمان: "اسرائيل" لن تتخلى عن غور الأردن كلام نتنياهو أكد عليه وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي تحدث عن استحالة ضمان أمن دولة اسرائيل بدون بقاء تواجد اسرائيلي في منطقة غور الاردن مشددا على انه لا يمكن الاكتفاء بنشر قوات دولية فيها خاصة في ظل المتغيرات الاقليمية الحالية. ووصف الوزير ليبرمان غور الاردن بالمفتاح لمنطقة تل ابيب الكبرى وباهم مانع تمتلكه اسرائيل حيال التهديدات التي تواجهها. ومضى يقول ان منطقة غور الاردن هي احدى النقاط المركزية والحساسة للغاية في اي عملية تفاوضية مستقبلية. المغريات الإسرائيلية لكي يتم السيطرة على الأوضاع في الأردن قبل استفحالها، التقرير تحدث بأن إسرائيل بدأت في تقوية العلاقات بينها وبين الأردن بشكل أفضل مما كانت عليه قبل اندلاع الثورات في تونس ومصر؛ حيث كشفت صحيفة "كلكلست" الملحق الاقتصادي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنظر في الأيام القريبة المقبلة في طلب إعادة إحياء مشروع إقامة منطقة صناعية مشتركة بين (إسرائيل) والأردن والمسمى "بوابة الأردن" والمبرم منذ عام 1997. وأوضحت الصحيفة أنه وبعد ثمانية عشر عاماً عن اتفاق التسوية الذي أبرمته (إسرائيل) مع الأردن يتوقع أن تقوم الحكومة بإقرار إقامة المنطقة الصناعية المشتركة مع المملكة الأردنية من جديد. إسرائيل تنتهز أيضا فرصة احتياج الأردن لها في عدة احتياجات استراتيجية أبرزها المياه لتعتمد عليها لتدعيم شراكتها السياسية والاقتصادية معها؛ حيث تزود "إسرائيل" بتزويد المملكة الأردنية بما يتراوح ما بين 8 و10 ملايين متر مكعب من المياه الإضافية من بحيرة طبريا.