قدم عدد من رواد فن الخط العربي في مصر خلال المعرض السنوي بقاعة "دروب" بالقاهرة والذي يستمر حتى 17 من يونيو المقبل 19 لوحة إبداعية، مثلت تيارا جديدا في مجال فن الخط العربي. وعرض المشاركون في المعرض- الذي افتتحه الأحد وزير الثقافة المصري السابق د. شاكر عبد الحميد- أعمالا فنية مختلفة، على مستوى الشكل والخامات وتوظيف الخطوط والألوان، نالت إعجاب رواد المعرض والوزير السابق، الذي أشاد بروعة المعرض وجماله وحسن تنظيمه، وروح التجديد فيه. ومن خلال لوحات الفنان يسري المملوك بالمعرض يظهر اتجاه جديد في أعماله، حيث يقوم بمعالجة الخط العربي الكلاسيكي بطريقة تشكيلية غير تقليدية، تحافظ على جماليات الخط، وتظهر أجمل ما فيه من تراكيب الحروف والكلمات والجمل، بالإضافة إلى تطويعه على مستوى التركيب وانسجام الألوان. ويشارك المملوك بثلاثة أعمال فنية بخط الثلث، تبدو فيها مقاطع العبارة بخط الثلث، كأنها محفورة على قطع متراصة من الأحجار، بدرجات اللون البني وتداخل الفاتح والقاتم والزخارف، وبألوان تميل إلى الصحراء وطين الأرض، بما يوحي بالثقل في التكوين وعبق التاريخ والأصالة الحضارية القديمة لمصر. وينفرد المملوك بتقديم عمل نحتي للفظ الجلالة "الله" بخامة الحجر والزجاج، كتبها باللون الأبيض والخط الكوفي ثلاثي الأبعاد وهو مجسم، وتعلوه دائرة بداخلها هلال لونه أزرق شفاف، كتجربة جديدة. وقدم سكرتير عام نقابة الخطاطين الفنان صلاح عبد الخالق تجربة جديدة، تضمنت مخطوطات على الجلد الطبيعي لكتابة الخط منذ 1400 سنة مضت، بأصباغ وألوان طبيعية تهدف إلى استعادة تاريخنا الفني وفخرنا به. والأعمال التي قدمها عبد الخالق في شكل مخطوطات هي جزء من معرض عن نبي الله عيسى عليه السلام "رسول السلام"، يؤكد أهمية الوحدة الوطنية في مصر وعدم وجود فتنة طائفية، وكتب على المخطوطات آيات قرآنية عن صفات المسيح عليه السلام في القرآن الكريم، وآيات أخرى قالها السيد المسيح بالإنجيل وأخرى قيلت عنه بالتوراة، واستخدم في كتابتها الخط الكوفي القديم. وعرض عبد الخالق عملا آخر بعنوان "إلا تنصروه فقد نصره الله" ردا على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي ظهرت في أوروبا، وفيها لفظ الجلالة بالخط الكوفي القيرواني، مع مزيج من الكوفي النيسابوري، والتصميم على هيئة نجمة إسلامية. وشارك الفنان شيرين عبد الصابر بتصميم عن قصيدة "المستحيل" للشاعر محمود درويش "أموت اشتياقا.. أموت افتراقا.. وشنقا أموت.. وذبحا أموت...". واستطاع عبد الصابر أن يدمج فيها بين خط الثلث والخط الكوفي، وبها تركيز على الخطوط الرأسية، كرمز لامتداد الحياة والبقاء والأصالة، أكدتها ألوان الأسود والبني.