قال الكاتب الصهيوني تسيفي برئيل المتخصص بالشؤون العربية في مقاله بصحيفة هاآرتس العبرية إن الشعب المصري لا يزال يعارض التطبيع مع إسرائيل بشكل مطلق. وأضاف برئيل إن العامل الأساسي الذي دفعه لاستخلاص هذه النتيجة هو طوفان الاحتجاجات التي تبعت زيارة الدكتور علي جمعة مفتي مصر للقدس، والتي أكدت أن التطبيع مع مصر على خلفية اتفاقية السلام أمر بعيد المنال. ورأى برئيل انه في الوقت الذي عاد ميدان التحرير لينتفض مرة أخرى، وفي الوقت الذي تحتدم فيه الخلافات بين الإسلاميين والعلمانيين وبين الاخوان المسلمين والليبراليين، هناك عامل مشترك واحد يوحد جميع المصريين وهو النضال ضد التطبيع مع "إسرائيل". ووصف الكاتب زيارة مفتي مصر بالخاطفة مثل الهزة الأرضية، وبأنها كانت خاصة ولم تكن رسمية، ومن أجل القيام بها لم يحصل المفتي على تأشيرة "إسرائيلية"، بل كانت برعاية القصر الملكي الأردني ورافقه بها الأمير راضي بن محمد مستشار الملك الأردني للشؤون الدينية. وأشار الكاتب الصهيوني إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها مفتي مصر بزيارة إلى القدس، وبذلك ينتهك إحدى المسلمات المتعارف عليها، والتي وفقا لها من المسموح فقط لأعضاء الحكومة القيام بزيارات رسمية إلى "إسرائيل" والقدس، كجزء من اتفاقات السلام مع "إسرائيل"، ومن حينها فإن أي كاتب أو مثقف أو صحفي يحط قدميه في "إسرائيل" عامة والقدس خاصة فإن ذلك معناه التطبيع مع "إسرائيل". واستطرد الكاتب الصهيوني في وصف موجة الاحتجاجات التي أعقبت زيارة جمعة للقدس، مركزًا على مقال الصحفي المصري وائل قنديل في صحيفة الشروق المصرية، والذي طالب فيه بمعاقبة المفتي بشكل قوي، معترضا على أن هذه الزيارة كانت شخصية. وأضاف أن هناك صفحة على الفيس بوك تحت عنوان "مليار توقيع لاقالة المفتي" انطلقت بعد يويمن فقط من اعلان زيارة جمعة للقدس. كما أن حمدين صباحي المرشح الرئاسي، طالب بمحاسبة المفتي معتبرا أنه - أي المفتي- لايمثل نفسه فقط بل يمثل الشعب المصري كله. وتوقع الكاتب أن يفقد المفتي منصبه في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر إلا إذا وقع حدث قوي، بعدما تجرأ واستجاب لدعوة الرئيس عباس للمسلمين بأن يأتوا للقدس ليتعرفوا عن قرب على الممارسات الصهيونية لتهويد القدس.