الاستجمام لتجديد النشاط

يؤدّي النشاط المستمر إلى تآكل وتلف آلية الجسم. إن الاستراحة هي الوسيلة لمنع هذه العملية من التآكل والتلف.
يعمل الإنسان على مدار اليوم ويصبح مرهقاً في المساء. يرتاح أثناء اللّيل ويصبح منتعشاً في الصباح. لكن إذا كان منشغلاً بنشاط يعطيه زيادة في الانجذاب خلال قيامه به، لن يصبح مرهقاً. مثل هذا النشاط يعيد ملئ طاقة الحياة وينعش الجسم والعقل.
إنّ اختبار السعادة هو الوسيلة المباشرة لإعادة ملئ طاقة الحياة وإنعاش العقل. تعتمد درجة استعادة الحيوية والتقوية على درجة السعادة التي تم اختبارها. إذا كان من الممكن جود طريقة لاختبار السعادة العظيمة، ستكون درجة تجديد الطاقة وتقوية الجسم والعقل عظيمة بشكل تماثلي.
إن الغاية الحقيقية للاستجمام ليس فقط لتحويل العقل من نوع من النشاط إلى آخر. إنها ليست من أجل تقديم التسلية واللهو على المستوى البدني أو العقلي، لكنّها تعني في الحقيقة "إعادة النشاط". إعادة النشاط هي الغاية الوحيدة للاستجمام. إن غايتها الحقيقية في إعادة النشاط للجسم والعقل، إعادة النشاط لجسم منتعش وعقل منتعش، وإعادة النشاط لجسم وعقل صحّي. يجب أن تخدم في إعادة النشاط لتنسيق صحّي بين الجسم والعقل ولإعادة النشاط لبيئة المحيطة ولظروف صحّية وعلاقة صحّية بكل ما حولنا.
إنّ الغاية الوحيدة من الاستجمام هي الاستعادة السريعة والفعّالة للحيوية في شخصية الفرد وجسمه، وذلك مع التقوية السريعة للبيئة المحيطة والظروف والعلاقات.
رأينا في الأجزاء السابقة بأنّ حالة الكينونة المطلقة هي حقل وعي الغبطة المطلق. لذلك، إن غاية الاستجمام تصل إلى اكتمالها الأفضل في الحالة التجاوزية للكينونة، التي تعطي الاختبار المباشرة للغبطة المطلقة.
رأينا أيضا بأنّ الجسم والعقل، والبيئة المحيطة والظروف جميعها خاضعة إلى التأثير المباشر لحالة الكينونة. هكذا، يتم خدمة غاية الاستجمام والاستعادة السريعة للحيوية بشكل أفضل باكتساب الاختبار المباشرة لغبطة الكينونة من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي.
وبما أن نظام التأمل التجاوزي هو متوفر الآن إلى كلّ الناس، يعتمد الأمر على الناس لإدخاله في حياتهم من أجل إعادة نشاطهم الخاص واستعادة حيويتهم بشكل سريع.
لقد استهلكت وسائل الاستجمام إلى هذا الوقت – الألعاب والرياضة والحرف، الخ. – وكان الجزء الأكبر من هذه الوسائل يخدم فقط استهلاك طاقة الحياة بدلا من حفظه لتجديد نشاط الجسم والعقل. تكمن الطريقة المستعملة عموماً في استعادة الحيوية فقط في حقول التلاعب الطبيعي واستعمال مستحضرات التجميل. لقد أظهر الاختبار بأنّ كلّ هذه الإجراءات لا تعطي النتائج العميقة. ومن الناحية الأخرى، أظهر الاختبار بأنّ النتائج الرائعة والمُرضية جداً للاستجمام وتجديد الحيوية في الجسم والعقل والبيئة المحيطة نجدها من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي