الجماعات الدينية دائماً ما تقلق على أبناءها من أية اجتهادات تحتوي على قفزات على المستوي الديني أو الأيدلوجي، بل وحتى أي أعمال إبداعية تقترب من مجالها العام أو الخاص، وعملية فك العلاقة بين الإبداع والمقدس صعبة في ظل تخوف الوعاظ؛ إلي حد إدانة الأول أو تحريمه أو تقليص حدوده لحساب الثاني. الحركة الإسلامية –بأغلب تنويعاتها—تم تشكيل الوعي فيها من خلال منظومة معرفية مبنية على اجتهادات نصية كان التعامل مع أغلبها يتم بشكل حرفي للغاية، وكانت البنية التحتية للباردايوم " الذهني" نسق فكري وقيمي يتكئ على قواعد ونصوص إما ترهيبية أو احتراسية من عينة "سد الذرائع" و" درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة"، ومن ثم تم التعامل بخلط رهيب ما بين المنظومة القيمية، وبين التعبير عن حرية الرأي، والنقد والإبداع البشري. وتصرفات أتباع هذه الحركات والجماعات تشير لتعاملهم بقداسة مع المؤسسة – والتي هي في النهاية تعبر عن مرجعية لفهم بشري لنص ديني - بقداسة النص نفسه، ونتاج كل ما سبق المنظومة الدينية المتبلورة في شكل حركي –في الأغلب—عن إنتاج أفراد تبدع في المجال الأدبي والفني بعكس منظومات أخرى تتكئ في بنيتها الفكرية على مرجعيات إنسانية. الغريب أن هناك قيم ذات أولوية وتمس بشكل مباشر المساحة المقاصدية تضيع وسط هذا الضباب والعشوائية فمثلاً تم تقديم احترام الكبير ( الكبير- المسئول ) وإجلاله وتوقيره على مبدأ انساني وهو النقد والمراجعة والمحاسبة، ووقف الانتهاكات والمظالم التي تحدث للأفراد داخل الصف والتي تصل إلى " القتل المعنوي" و" السحل النفسي" والواقع يدلل.!