يجتمع في مدينة أرهوس الدنمركية عدد من مجموعات اليمين المتطرف وأعضاء فيما يعرف برابطة الدفاع في بريطانيا والدنمرك وبلغاريا والسويد والنروج وبولندا ذات الخلفية النازية، لإطلاق مشروع تأسيس رابطة أوروبية موحدة معادية للإسلام تمهد لانشاء تحالف عالمي. وتأتي هذه الدعوة بعد مضي ثمانية أشهر على قتل الإرهابي النرويجي المنتمي إلى اليمين المتطرف أندرس بريفيك بالرصاص، 77 شخصاً معظمهم من منظمة شبيبة الحزب الديموقراطي الاشتراكي الحاكم، وسط العاصمة أوسلو وفي جزيرة إيتوا القريبة. وعلى الرغم من تخطيط التحرك قبل شهور بدعوة من «رابطة الدفاع الدنمركية»، يستغل المجتمعون الأحداث التي تسبب فيها الفرنسي - الجزائري الأصل محمد مراح في تولوز ومونتوبان جنوب غربي فرنسا الأسبوع الماضي. من هنا، حض معظم أئمة المسلمين خلال خطبة الجمعة في أرهوس التي يسكنها مسلمون كثيرون، أبناء الجالية على الابتعاد عن التظاهرات لتجنب استفزازات محتملة. وكان بريفيك دعا، في بيان نشره على الإنترنت قبل أيام من ارتكابه المجزرة، إلى إنشاء جبهة عالمية مناهضة لما سمّاه «أسلمة أوروبا» بعد لقائه ممثلين عن «رابطة الدفاع» في بريطانيا والنروج وبولندا. وفيما تستعد الشرطة الدنماركية للفصل بين مئات اليمينيين المتطرفين ويساريين معادين لهم أعلنوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لإفشال تحرك اليمينيين، حذرت السفارة الأميركية في كوبنهاغن مواطنيها من التوجه إلى أرهوس خوفاً من اندلاع صدامات بين المتظاهرين. وأصبح اسم الشاب النرويجي أندريس برينج بريفيك متداولا بكثرة بعد الهجومين اللذين استهدفا مبنى حكوميا ومعسكرا شبابيا للحزب الحاكم في النرويج وخلفا 93 قتيلا، ومع إقرار أندريس بفعلته ووصفه إياها بأنها ضرورية، تطرح التساؤلات عن هوية هذا الشخص والأسباب والدوافع التي جعلته يقتل هذا العدد الكبير من الناس بدم بارد. وتؤكد صفحة بريفيك على الفيسبوك أن المتهم أنشأ حسابه على هذا الموقع يوم 17 يوليو2011 ولا تضم الصفحة أي أصدقاء أو روابط اجتماعية، ولكنها تظهر أن اهتماماته تتضمن الصيد والتحليل السياسي والبورصة مع تذوق للموسيقى يتراوح بين الكلاسيكية والموسيقى الراقصة. وعلى الفيسبوك يقدم المتهم نفسه بوصفه مدير "بريفيك جيوفارم" وهي مزرعة سمحت له بالحصول على مواد كيميائية يمكن استخدامها لصنع متفجرات. وعن ميوله السياسية تقول الشرطة إنه مسيحي قريب من اليمين المتطرف، في حين نقلت صحيفة فيردينس جانج النرويجية اليومية عن صديق له قوله إن بريفيك أصبح متطرفا يمينيا في أواخر العشرينيات من عمره. كما أظهرت التحقيقات التي قامت بها السلطات النرويجية أن المتهم ينتمي إلى حزب مناهض للهجرة، وكتب أفكارا على الشبكة العنكبوتية تهاجم التعددية الثقافية والإسلام، بيد أن الشرطة نفت أن يكون له أي سجل سابق لدى الدوائر الأمنية المختصة.