دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو-" في رسالة وجهتها إلى العالم الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى وجوب توفير الظروف الملائمة والأسباب الموضوعية لتمكين المرأة في دول العالم الإسلامي، وإفساح المجال الواسع لها من أجل أن تمارس دورها بالكامل في دعم التنمية الشاملة المستدامة للمجتمعات الإسلامية. وأكدت الإيسيسكو في رسالتها على ضرورة ضمان الشروط المادية والأدبية لتحرير المرأة في بلدان العالم الإسلامي، من قيود الأمية والجهل ومن رواسب عهود الانحطاط والتخلف، التي تتعارض كلياً مع تعاليم القرآن الكريم وتوجيهات السنة النبوية الصحيحة، ومع مبادئ الشريعة الإسلامية، التي لم تفرق بين الجنسين في مقاصد الأحكام وفي الحقوق والواجبات. وبينت رسالة الإيسيسكو إلى العالم الإسلامي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحل يوم 8 مارس، أن مشاركة المرأة في العمل العام الذي يهدف إلى تطوير الحياة والارتقاء بها وتقدم المجتمع والنهوض به، واجبٌ شرعيٌ وضرورة حياتية ومسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة. وأشارت إلى أن متطلبات التنمية الشاملة المستدامة، تقتضي تمكين المرأة من أن تنال حقوقها كاملة غير منقوصة، مثلها مثل شقيقها الرجل، دون تفرقة بينهما، مصداقًا لقول النبي الكريم "النساء شقائق الرجال". وقالت الإيسيسكو إنَّ الأمية بمستوياتها المتعدّدة، التقليدية والرقمية، هي من أشد الآفات إضراراً بالمرأة في جميع بلدان العالم الإسلامي، مؤكدة على ضرورة تضافر الجهود وتطوير طرق العمل في إطار استراتيجيات ذات بعد مستقبلي، لمحاربة الأمية في الأوساط النسائية من جميع الفئات العمرية دون استثناء. ووجهت الإيسيسكو في رسالتها، نداء إلى القيادات النسوية على مستوى الحكومات والمنظمات والمؤسسات والجمعيات والمنتديات والمجالس التشريعية، للإسهام بجهود متضافرة متواصلة، في خدمة قضايا المرأة، وفي رفع الظلم والحيف عنها، وفي تأمين الوسائل المادية والمعنوية للنهوض بها دون إبطاء أو تأخير، وإنصافها وتوفير العدالة لها وضمان حقوقها التي كفلها لها الشرع الحنيف. وشدَّدت الإيسيسكو في رسالتها على ضرورة العناية بتجديد منظومة التربية والتعليم ضمانًا للجودة، وتوسيع مجال استفادة المرأة منها، وإيلاء أقصى الاِهتمام بتشجيع المرأة في مجال تطوير العلوم والتكنولوجيا والاِبتكار، موضحة أن تمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، هو جزء من المشروع الحضاري الكبير للعالم الإسلامي. وأعلنت الإيسيسكو في رسالتها إلى العالم الإسلامي في اليوم العالمي للمرأة، أنها ستواصل تطوير برامجها وأنشطتها الخاصة بالمرأة في دول العالم الإسلامي، وتفعيل العمل على توسيع فرص الاستفادة منها أمام جميع الفئات النسائية في المجتمعات الإسلامية، ساعية من أجل النهوض بالمرأة في المجالات كافة، وتوفير أكثر ما يمكن من الفرص لتحسين أوضاعها وتطوير حياتها في إطار القيم الإسلامية السمحة. وذكرت الإيسيسكو أن من أنشطتها المقررة حول قضايا المرأة الثقافية والاِجتماعية، برنامج "الحقوق الثقافية للنساء والمساواة بين الجنسين" الذي يشمل عقد دورات وحلقات دراسية إقليمية حول سبل النهوض بقضايا المرأة وتعزيز التبادل الثقافي والتعريف بالتنوّع الثقافي، وبرنامج "البيئة والصحة والسكان ومتطلبات التنمية المستدامة"، الذي يشمل إعداد دراسات حول دور المرأة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وأنماط الحياة الصحية لفائدة النساء القرويات والمشاريع الصغرى ودورها في محاربة الفقر والهشاشة. ودعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في رسالتها إلى العالم الإسلامي، الدول الأعضاء كافة، والمنظمات والمؤسسات والجمعيات والروابط النسوية الأهلية، إلى الاِستفادة الواسعة من الفرص التي يتيحها اليوم العالمي للمرأة، للتفكير والمراجعة والتأمل في أوضاع المرأة من جميع الجوانب، وللبحث الجدّي والمسؤول عن حلول ناجعة للمشكلات المتراكمة التي تعانيها، وللتغلب على التحدّيات الكبيرة التي تواجهها في سبيلها نحو التقدم والرقيّ وممارسة دورها في الحياة العامة الذي كفله لها الشرع الإسلامي والقوانين الدولية.